سياسة

الإخوان وصناعة الضحية.. تحويل المظلومية إلى أداة تحريك الأزمات


تواصل جماعة الإخوان المسلمين ترويج خطاب المظلومية كلما وجدت نفسها في مواجهة الفشل أو المساءلة، مستثمرةً صورة “الضحية” لتبرير ممارساتها وإخفاء مسؤوليتها عن الفوضى التي تتركها في المجتمعات التي تنشط فيها، فيما يبدو أن هذه الاستراتيجية تحولت إلى سلاحٍ سياسي تُعيد الجماعة إنتاجه كلّما تراجع نفوذها.

وبحسب تقرير نشره موقع “عدن تايم”، فإن الإخوان يوظفون سردية “الاضطهاد” لإعادة صياغة صورتهم في الوعي العام، متقمصين دور المتألم في حين يمارسون أدوار المهيمن والمحرّض في آنٍ واحد.

ويوضح التقرير أن الجماعة تبني خطابها على فكرة “المظلومية التاريخية”، لتبرير أزماتها في اليمن وسوريا والسودان وليبيا، وحتى في غزة، حيث تختبئ خلف شعارات المقاومة لتغطي على فشلها السياسي والتنظيمي.

ويشير التحليل إلى أن هذا النهج لا يهدف فقط إلى كسب التعاطف الشعبي، بل إلى تعطيل أي نقد داخلي أو مساءلة عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها فصائل تابعة لها. 

فبمجرد أن تُثار تساؤلات حول تمويل أو فساد أو عنف، تُحوّل الجماعة النقاش إلى “استهداف للإسلام” أو “مؤامرة ضد المشروع الإسلامي”، ما يسمح لها بإفلات دائم من المحاسبة.

ويرى خبراء أن الإخوان برعوا في استخدام لغة الضحية كآلية للتأثير النفسي والسياسي، تُكسبهم شرعية زائفة في أوقات الانهيار. كما أن الجماعة تسعى من خلال هذا الخطاب إلى ترميم صورتها أمام قواعدها التي تآكلت بفعل الانقسامات الداخلية والتجارب الفاشلة في الحكم. 

ويؤكد التقرير أن استراتيجية “الضحية الدائمة” لم تعد تقنع الشارع العربي الذي اختبر نتائجها المدمّرة على الاستقرار والتنمية.

ويخلص مراقبون إلى أن أخطر ما في هذا الخطاب أنه يُفرغ فكرة المقاومة من مضمونها، ويُحوّلها إلى مظلة لتبرير العنف والفوضى. فالجماعة، التي تتحدث باسم المظلومين، تظلّ في الواقع جزءًا من المشكلة، لا من الحل، ما يجعل مراجعة هذا الإرث الدعائي ضرورة لأي حديث جاد عن استقرار المجتمعات التي عانت من هيمنتها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى