سياسة

الإخوان والحج وثنائية الدين والسياسة!


الملحم

تأتي تغريدة و‏عبارة القرضاوي: «هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه…» تأكيداً لما تلعبه جماعة الإخوان المسلمين على ثنائية: الدين والسياسة! كرد فعل لما أصابهم من إحباط ويأس من فشل محاولات تنظيم الحمدين لتشويه الإنجاز السعودي العالمي في نجاح موسم الحج والشرف الذي تحظى به المملكة قيادة وشعباً في خدمة بيت الله الحرام وحجاج وزوار بيت الله الحرام.
إن خطورة مضمون عبارة القرضاوي تُشخِّص لنا وتكشف بوضوح مشكلة فكر الإخوان المتمثل في الانتهازية باسم الدين، والتي تتجاوز تحويله لأداة صراع سياسي إلى تبرير السلوك المناقض للدين من أجل نصرة الدين!
عبارة القرضاوي تقول بوضوح صريح إنه لا ضير من ممارسة سلوك مناقض للدين ما دامت الغاية النهائية هي الإسلام وطبعاً المقصود بالإسلام ليس الإسلام النقي الذي نعرفه إنما إسلام الإخوان، الذي يبشرون به برفع شعارهم المخادع (الإسلام هو الحل)!
ومن ناحية ثانية تتمثل خطورة فكر الإخوان التي كشفتها تغريدة القرضاوي وعبارته التي لم تجعل لأي منتمٍ أو متعاطف مع جماعة الإخوان حجة بالدفاع عن الجماعة أو التشكيك في حقيقة دين هذه الجماعة؛ أن التدثر باسم الدين الذي تمارسه جماعة الإخوان عبر رموزها وبكل تياراتها وتوظيفه لتمرير المصالح السياسية جعلت منه قوة مخدرة للعقول المعبأة أيديولوجياً، أنها أصبحت غير قادرة على اكتشاف الحقيقة، بل وتحولت تلك الجماهير المعبأة إلى قوة رادعة أو مهاجمة لمن يهدد أو يمس مصالح السياسات الإخوانية الموظفة للدين حتى لو تعارضت تلك المصالح مع مصالحها العامة!
ومن أكبر الأدلة للعب على ثنائية الدين والسياسة ذلك المشروع الصحوي البائد، وهو تطبيق عملي للفكر الإخواني والأمثلة والشواهد على ذلك لا سبيل لحصرها هنا، ولكن آخر قنابل الفكر الإخواني في تغريدة القارض القرضاوي ومحاولة تديين فكرة لا خلاف أبداً حولها حول حكم وركن من أركان الإسلام الخمسة «بتديين رأيه» لأهداف تتعارض مع فكرة الدين الأخروية إلى تحقيق أهداف دنيوية بحتة (خدمة لأجندة النظام القطري) وهي ذات الخطة التي استخدمها الفكر الخميني والثورة الخمينية الإيرانية، ومنذ ذلك الحين وهذه الحيلة هي الحبل الرئيس الذي تدخل من خلاله تلك الجماعات إلى تخوم المجتمع فتقوده قيادة مغناطيسية لا واعية فتجيّشه لنصرة أفكارها الخاصة وأهدافها السرية والعلنية.
نقلا عن “الرياض”

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى