في مارس/آذار الماضي، كشفت صحف تونسية عن كيفية جمع زعيم إخوان تونس، راشد الغنوشي، ثروته الضخمة.
جاءت هذه المعلومات في شكل تسريبات، فُهم منها نهاية الدعم المقدم لحركة النهضة، ذراع تنظيم الإخوان المسلمين في تونس.
لقد قسّم تنظيم الإخوان إدارته العالمية إلى سبع مناطق، إحداها هي منطقة شمال أفريقيا، التي تضم مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
في تونس، قام الرئيس قيس سعيد، في 25 يوليو/تموز الماضي بعملية إنقاذ دستورية عاجلة للدولة من كل مسارات الفوضى التي سلكتها مخططات حركة “النهضة” الإخوانية، التي كانت قد تغلغلت في كل مفاصل الدولة التونسية.
ومع الإجراءات الدستورية المتخذة في تونس، لجأ العديد من قادة النهضة الإخوانية مؤخراً إلى ليبيا لتجنّب الملاحقة القضائية بتهم الفساد، وكانت إجراءات الرئيس قيس سعيد حازمة لدرجة أنه لم يعد يُسمح لأي من أعضاء الإخوان بدخول البلاد قادماً من الأراضي الليبية.
ومعلوم أن الإخوان يتحكمون في بعض مناطق ليبيا، وهو أمر في الغالب سينتهي بعد الانتخابات الليبية القادمة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، فكل المؤشرات تقول إن الإخوان هناك خاسرون تماما، لذا فهم يحاولون بكل فوضاهم المعتادة عرقلة إجراء هذه الانتخابات بأي طريقة.
وفي الجزائر، كانت الانتخابات المحلية الأخيرة انعكاساً لما بدا من ضعف إخوان، فعلى سبيل المثال، حصد حزب جبهة العدالة والتنمية الإخواني نتائج كارثية في الانتخابات.
وفي المغرب، حقق الإخوان 13 مقعداً فقط من أصل 395 في الانتخابات، التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد حضور دام لعقدين من الزمان.
وفي مصر كما هو معلوم، قُطع دابر الإخوان من الحكم بثورة شعبية، بعدما لفظهم المصريون بتجربة قاسية لهم في حكم الإخوان على مدار عام، سادت فيه الفوضى وعلامات التخريب والفُرقة.
هذا الواقع الإخواني في شمال أفريقيا ينضم إلى ما يتم تداوله من معلومات تفيد بقرار تركيا التحرك ضد منتسبي الجماعة على أراضيها، بترحيل بعض أعضائها من تركيا، والغريب أن من بين هؤلاء من اختار أن ينتقل إلى لبنان، إما لمستقر، أو باعتبارها محطة قبل الانتقال منها إلى أوروبا، وتحديدا العاصمة البريطانية، إنْ تمكّنوا من ذلك طبعا، فيما اتجه البعض الآخر من منتسبي الإخوان إلى الأمريكتين.
نحو 90 مصرياً من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا، بحسب المعلومات المتداولة، قد فرّوا إلى دول مختلفة في شرق آسيا، فيما مُنح قادة من إخوان اليمن مهلة لمدة شهر واحد فقط لتسوية أوضاعهم، ما يشير إلى أن عناصر الإخوان تتلقى ضربات متتالية في كل مكان تلجأ إليه.