الإخوان.. مشروع للفوضى تحت عباءة الدين

لا مجال للتجميل ولا للتأجيل. جماعة الإخوان المسلمين تمثل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في كل مكان نجحت فيه في التسلل إلى المؤسسات. خطابها المزدوج يزرع الوهم في الخارج، فيما يغذي التطرف والانقسام في الداخل.
لقد آن الأوان أن يدرك المجتمع الدولي – وبالأخص المؤسسات الغربية – أن التساهل مع الإخوان هو بمثابة فتح الباب للتطرف المقنّع. إن عدم تصنيفهم كمنظمة إرهابية لم يعد ضعفاً في التقدير، بل خطأً استراتيجياً قد يدفع ثمنه الجميع.
الإمارات تقف اليوم في الصفوف الأمامية، تقود معركة فكرية شجاعة، وتكشف عبر الأبحاث والدراسات الوجه الحقيقي للجماعة. لكن هذه المعركة لا يمكن أن تبقى مسؤولية دولة واحدة؛ إنها مسؤولية عالمية مشتركة.
فإما أن يُتخذ القرار الحاسم بتجفيف منابع الإخوان، أو يستمر التهديد في التمدد ببطء حتى يعصف بالديمقراطيات من الداخل.
من يظن أن الإخوان المسلمين مجرد حركة دعوية فهو لا يرى الصورة الكاملة. هذه الجماعة، منذ نشأتها، لم تكن سوى مشروع سياسي يستخدم الدين كأداة، ويزرع في المجتمعات بذور الانقسام والصراع. فكرهم لا ينتج إلا التطرف، وممارساتهم لا تقود إلا إلى العنف.
الإخوان لا يؤمنون بالوطن ولا بالمواطنة. ولاؤهم الأول لمشروع الخلافة، لا للدولة ولا للشعب. هم بارعون في التسلل إلى المؤسسات، يعرفون كيف يستغلون المنظمات غير الحكومية، ويجيدون اللعب على عواطف الشباب لجرّهم إلى خطاب متشدد مغطى بعبارات “الإصلاح” و”الهوية”.
الأخطر أن الجماعة تتغذى على الفوضى. كلما ضعفت دولة أو تزعزع مجتمع، وجدت الإخوان فرصة للتغلغل والسيطرة. كلما اشتعل نزاع، استثمروا فيه ليقدموا أنفسهم بديلاً زائفاً.
ترك هذه الجماعة تتحرك بحرية هو بمثابة ترك نار تحت الرماد. عدم تصنيفها كمنظمة إرهابية يعني السماح لها بالانتشار أكثر، وزرع التطرف في قلب الديمقراطيات الغربية نفسها.
العالم اليوم أمام خيارين: إما المواجهة الصريحة مع الإخوان، وإما الاستسلام لتهديد صامت يتغلغل بلا ضجيج، حتى ينفجر في لحظة لن تنفع فيها الندامة.