سياسة

الإخوان في أوروبا.. من التجاهل إلى الاستهداف

خوسيه لويس مانسيا


دائما ما تجاهلت أوروبا تحذيرات كانت تصل إليها من الشرق الأوسط بشأن نيّات الإخوان في الغرب، لكنها بدأت تدرك أخيراً خطورة أمرهم.

ويعيش في أوروبا حاليا الجيل الثاني من المهاجرين، الذي يُعد أحد أبرز المستهدفين بالتجنيد من قبل عناصر جماعة الإخوان.

ومن خلال التحالفات مع جماعات ليبرالية، وحتى مع منظمات مجتمع “الميم”، تحاول تيارات الإسلام السياسي في الغرب، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، التمويه من أجل تنفيذ أجنداتها الخفية، إذ يوظف الإخوان في خطاباتهم موضوعات كالعنصرية والتعصب وحقوق الإنسان، على شكل رسائل إلى اللا شعور لكسب التأييد ومزيد من الأتباع.

وقد أطلقت المملكة المتحدة حاليا حملة ضد الإخوان، ما سيؤثر على نشاط الجماعة هناك وفي أنحاء أوروبا كلها بلا شك.

وأوضح نائب محافظ في البرلمان البريطاني أنه لن يتم إجراء أي مراجعات لعلاقات بريطانيا بجماعة الإخوان، التي لا تزال على حالها منذ عام 2015، لأن الحكومة البريطانية تواصل مراقبة البيانات الاستخباراتية من أجل تقييم التهديدات المحتملة من الجماعة لأوروبا.

ويلجأ الإخوان في المملكة المتحدة إلى جماعات الضغط الأوروبية لتبييض صورتها باستخدام ملف حقوق الإنسان كحيلة من بين حيلها المكشوفة تماما، كما حدث مؤخرا مع نائبين بريطانيين حصلا على أموال مقابل مهاجمة السعودية.

ولا يزال الإخوان ينتهجون أسلوب الضغط والابتزاز ذاته ضد الولايات المتحدة أو دول أوروبية أو بلدان أفريقية، مثل مصر.

ومنذ نهاية عام 2020، شرعت النمسا بالفعل في تطبيق تدابير ضد أنشطة جماعة الإخوان، وتم اتخاذ إجراءات ضد 70 مشتبها بهم من أعضاء الجماعة بتهمة غسل الأموال وتمويل الجماعة، وفُتِحت التحقيقات بعد الحصول على معلومات قدّمها عضو سابق في التنظيم اختلف مع بقية القادة الإخوان ليتم إشباعه ضرباً مبرحاً من عناصر الجماعة نُقل على إثره للمستشفى.

وتقاوم فرنسا حالياً نشاط الجماعة بقطع التمويل عن أذرعها الشبابية، التي تنكر صلتها بالإخوان، ولم يتردد قادة الإخوان في الرّد على هذه الخطوات الفرنسية، إذ وصفوا باريس بأنها حالياً “عاصمة التحيّز الغربي” وأن “أهم ما تصدّره فرنسا هو العنصرية”، بحسب زعمهم، وذلك على سبيل الضغط والابتزاز.
وفي ألمانيا، اكتشفت المخابرات أنه منذ عام 2018 زاد عدد قيادات الإخوان في البلاد بـ410 أعضاء جدد، ليصل مجموعهم إلى 1450.

وكباقي دول أوروبا، تعمل برلين على قطع قنوات تمويل الإخوان، وتمثلت أولى هذه الخطوات في منع دعم وتمويل جمعيات مثل “الإغاثة الإسلامية العالمية” و”الإغاثة الإسلامية الألمانية”، لأنها كانت تموّل جماعة الإخوان بطريقة غير مباشرة.

وإن أردنا الإلمام بالأضرار، التي تسببت فيها هذه الجماعة لأوروبا، ما علينا سوى إلقاء نظرة إلى عدد الشباب الأوروبيين، الذين لقوا حتفهم في ساحات المعارك لدعم الجماعات الإرهابية في دول بالشرق الأوسط، والذين من الواضح أنه تم تشجيعهم وتحريضهم من قِبَل أعضاء جماعة الإخوان وقادتها في أوروبا.

وبمراقبة نشاط الإخوان في أوروبا، يبدو أنهم لم يدركوا بعد أن تنظيمهم ينهار.. لقد عانوا انقساما تاما بين مجموعاتهم الرئيسية الموجودة في إسطنبول ولندن، ورغم ذلك استمروا في عملياتهم النفسية لتضليل الرأي العام بخلق سحابة دخان عبر توظيف قضايا، مثل تمويل المدارس أو الهجرة أو عدم التسامح أو التغيّر المناخي، لكن كل أوارقهم باتت مكشوفة في القارة العجوز، التي بدأت تعرف كيف تفرّق بين الإسلامي، المنتمي لدين متسامح وسطي، وبين الإسلاموي، المنتمي لتيار سياسي يتستر بالدين ويسلك مسلكا مخرّبا ودمويا.

العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى