“الإخوان المسلمون في العلاقات الدولية”: تحليل لمرجعيات الجماعة وأهدافها
يسعى كتاب “الإخوان المسلمون في العلاقات الدولية: الدور والمآلات” إلى تسليط الضوء على الأدوار التي اضطلعت بأدائها جماعة الإخوان المسلمين في العلاقات الدولية المعاصرة، واختبار فرضية أن وجودها وخطاباتها وتداخلاتها وسلوكياتها على أرض الواقع، كل ذلك لم يكن إلا استنزافا للعالم العربي لمصلحة القوى المهيمنة العالمية أو بعض القوى الإقليمية، وذلك على النقيض من ادعاءاتها بأنها تسعى إلى عكس ذلك.
-
تشويه القوى المدنية: أدوات الإخوان لخلق الشك وتفتيت الصف
-
الدولة الوطنية في منظور الإخوان.. أداة أم غاية؟
تَوَزّع الكتاب، الذي أصدره مركز “تريندز للبحوث والاستشارات”، على ستة فصول. يدرس الفصل الأول إشكالية منظور الإخوان المسلمين لمسألة العلاقات الدولية، من زاوية تجمع بين التأصيل الأيديولوجي، على نحو ما هو مُرَسَّخٌ في أدبياتهم وخطاباتهم من جهة، وبين ما طَبَعَ ممارساتهم من نزعة براغماتية من جهة أخرى.
ومن ثم فإن هذا الفصل، بحسب مركز “تريندز للبحوث والاستشارات”، يسعى لتفكيك خلفيات منظور الجماعة ومرجعياتها للعلاقات الدولية، وذلك من خلال خطابات مؤسّس الجماعة ومرشدها حسن البنّا، وما أنتجه دُعاتها ومنظروها في مراحل لاحقة. كما يولي هذا الفصل اهتمامًا كبيرًا بها كان عليه واقع علاقات الإخوان المسلمين الدولية من خلال ممارساتهم، وما نسجوه عبر تاريخهم المستمرّ منذ ما يناهز القرن من الزمان من شبكة علاقات بكثير من الدول، ولاسيّما الدول الفاعلة والمؤثرة في منظومة العلاقات الدولية. وتكمن أهمية هذا الفصل، بحسب المركز، في رصده للهُوّة التي تفصل بين خطاب الجماعة وبين ممارستها، وكشفه عن مدى التزامها ووفائها لأصولها ومقولاتها الأيديولوجية.
-
جرائم الإخوان في مأرب: تصاعد أعمال العنف والاعتداءات
-
الإخوان في اليمن: إرهاب وتأثيرات سلبية على الاستقرار
أمّا الفصل الثاني فيتناول تأثير السياق الدولي في أداء المشروع الإخواني في المنطقة العربية، وبدرجة أقل المشروع الإخواني في السياق الأوروبي، بالإضافة إلى أنه يدرس -دراسة عميقة- المحددات المرتبطة بثنائية السياق الدولي/ المشروع الإخواني؛ وذلك من خلال محوريْن اثنيْن، يتفرعان إلى عدد من المحاور الجزئية. المحور الرئيسي الأول: محطات مفصلية في تأثير السياق الدولي على أداء المشروع الإخواني. المحور الرئيسي الثاني: تفاعُل صُناع القرار في المنطقة العربية وفي الخارج مع الأفق الدولي للمشروع الإخواني.
في حين يوضح الفصل الثالث كيف أصبحت التنظيمات المتطرفة بمختلف أشكالها راغبة في أن يكون لها دور في العلاقات الدولية، وخصوصًا جماعة الإخوان المسلمين؛ وذلك من خلال الاتصال بقوى خارجية تساندها وتقدم لها الدعم السياسي والمادي والإعلامي.
-
كيف تُروج جماعة الإخوان للشائعات؟ كشف أساليب التضليل الإعلامي
-
تضييق الخناق على الصحفيين في اليمن.. الإخوان والحوثي في مواجهة حرية التعبير
وفي مقابل ذلك تقوم هذه التنظيمات بتنفيذ أجندات تلك القوى، أو على الأقل، تَعْمَدُ إلى إجهاد الأنظمة السياسية القائمة في دولها، على نحو يجعلها قابلة للضغوط الخارجية. مثلما يدرس هذا الفصل من الكتاب طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الأخرى، فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، وما ينبثق عنها من قضايا وإشكاليات، ويوضح طبيعة العلاقة التي تربط بينهما: هل هي علاقة تكامل وتعاون؟ أم علاقة تنافس وصراع؟
ويوضح الفصل الرابع أهداف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وتطوره، وهيكله التنظيمي في أهم المناطق مثل أوروبا والولايات المتحدة، وأبرز قياداته، وكذلك دور التنظيم الدولي في العلاقات الدولية للجماعة على مَرّ تاريخها، خصوصا أثناء ما سُمّيَ “الربيع العربي”، للدفع بالجماعة إلى صدارة المشهد، بوصفها التنظيم السياسي الوحيد القادر على الوصول إلى السلطة.
أمّا الفصل الخامس فيسلط الضوء على العديد من الأمثلة على لَعِب جماعة الإخوان لدور الذي تلعبه كبسولة التفجير في المجتمعات العربية والمسلمة؛ وذلك منذ نشأة الجماعة عام 1928 وحتى الآن، إذ لم يتمخّض عن وجودها وخطاباتها وتداخلاتها وسلوكياتها على أرض الواقع إلا استنزاف العالم العربي لمصلحة القوى المهيمنة العالمية أو قوى إقليمية، وذلك بعكس ادعاءاتها بأنها تسعى إلى عكس ذلك. كما يسلط الفصل الضوء على أهم الديناميات التي قلصت من الدور الإخواني في العلاقات الدولية. بالإضافة إلى أن الفصل يختبر فرضية خروج جماعة الإخوان من معادلات العلاقات الدولية في المستقبل، كنتيجة من نتائج ما يُسمى بالربيع العربي.