سياسة

الأسوأ منذ أكثر من عقدين.. أعنف زلزال يضرب تركيا وسوريا


قتل العشرات من الأشخاص وجرح المئات في زلزال مدمر ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا الاثنين وهو أسوا زلزال شهدته المنطقة منذ أكثر من عقدين.

واعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي مقتل 284 شخصا على الأقل في تركيا وجرح اكثر من 2300 شخص. فيما قالت وكالة الأناضول التركية في وقت سابق أن عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا ارتفع إلى مالا يقل عن 187 قتيلا و956 مصابا.

وقد قُتل ما لا يقلّ عن 23 شخصًا وأصيب 420 آخرون في ملطية، حسبما قال حاكم هذه المحافظة لقناة تي آر تي العامّة الاثنين.
وقُتل 17 شخصًا على الأقلّ وأصيب 30 آخرون في شانلي أورفا (جنوب شرق)، حسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن حاكم هذه المحافظة. وقُتل ستّة آخرون على الأقلّ في ديار بكر، حسبما أكّد حاكم المحافظة.

وقالت هيئة الملاحة البحرية التركية إن ميناء إسكندرون الواقع في إقليم خطاي بجنوب البلاد تضرر جراء الزلزال القوي.وبعد عمليات التفتيش لرصد الأضرار. قالت الهيئة على تويتر إن العمليات مستمرة في موانئ بجانب إسكندرون.

من جانبها قالت وزارة الدفاع التركية في بيان اليوم الاثنين إن قواتها المسلحة أقامت ممرا جويا لتمكين فرق البحث والإنقاذ من الوصول إلى المناطق المتضررة جراء الزلزال القوي الذي ضرب جنوب البلاد.

ونقل البيان عن وزير الدفاع خلوصي أكار قوله “قمنا بتعبئة طائراتنا لإرسال فرق طبية وفرق للبحث والإنقاذ بالإضافة إلى مركباتهم لمنطقة الزلزال”.

من جانب اخر نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن أحمد ضميرية معاون وزير الصحة قوله إن عدد عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 326 وفاة و1042 إصابة.

وأفاد مستشفى محلي شمال سوريا في وقت سابق بأن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة مؤيدة لأنقرة فيما تتوقع دمشق ان ترتفع حصيلة القتلى مع وجود ضحايا تحت الانقاض لم يتم بعد انتشالهم.

وقال الدفاع المدني السوري في شمال غرب إدلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة. إن الزلزال أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات في المناطق التي يعمل فيها.

وقالت القوة المعروفة باسم الخوذ البيضاء في رسالة على تويتر “لا توجد أرقام رسمية حتى الآن .. لكن أفادت أنباء بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى والعديد منهم محاصرون تحت الأنقاض”. 

ووقع الزلزال على عمق نحو 17.9 كلم وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي حيث بلغت شدته 7.8 درجة على مقياس ريختر. فيما أكدت هيئة الطوارئ والكوارث التركية إن قوة الزلزال بلغت 7.4 درجة على مقياس ريختر وكان على عمق 7 كيلومترات تقريبا. ووقع في الساعة الرابعة و 17 دقيقة بالتوقيت المحلي.
ويقع مركز الزلزال في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق).

وتُعدّ هذه الهزّة الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 أغسطس 1999. الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في اسطنبول.
وذكر مراسلون أنّ الهزّة الأرضيّة شعر بها السكّان في جنوب شرق تركيا وكذلك في لبنان وقبرص وارمينيا.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مبانيَ مدمّرة في مدن عدّة في جنوب شرق تركيا.

الزلزال يزيد الأوضاع سوء في مناطق سيطرة المعارضة

وشاهد صحفيون في ديار بكر، المدينة الكبيرة في جنوب شرق البلاد، مبنى منهارًا، ورجال إنقاذ يعملون على إخراج أشخاص من تحت الأنقاض.

وعلى تويتر، شارك مستخدمو الإنترنت الأتراك هويّات وأماكن الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض في مدن عدّة في جنوب شرق البلاد.

وقال رئيس بلديّة أضنة زيدان كارالار إنّ مبنيَين من 17 طبقة و14 طبقة دُمّرا. وفق ما نقلت عنه قناة تي آر تي.
ودُمّرت مبان في الكثير من المدن في جنوب شرق تركيا، بما في ذلك أديامان وديار بكر، بحسب قناة إن تي في التركيّة الخاصّة، ما أثار مخاوف من وجود مزيد من الضحايا.

وافاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تغريدة له عبر تويتر إن إدارة الكوارث والطوارئ والوحدات الأخرى “في حالة تأهب”. قائلا أنه تم إرسال فرق الإنقاذ على الفور إلى المناطق المتضررة من الزلزال.
وقال وزير الداخليّة التركي سليمان صويلو لقناة “خبر ترك”. إنّ “جميع فرقنا في حالة تأهّب. لقد أصدرنا إنذارًا من المستوى الرابع. هذا نداء” من أجل تقديم مساعدة دوليّة.

وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا التي ضربها زلزال عنيف طال أيضا سوريا. على ما أعلن المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش.
وكتب المسؤول الأوروبي في تغريدة “إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني. في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا”.
وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
وعرضت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا مساعدة السكان في المناطق المنكوبة فضلا عن بلجيكا وبولندا وإسبانيا وفنلندا والسويد.
وغرد المستشار الألماني أولاف شولتس كاتبا “نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة.. سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إن فرنسا “مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان”. في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين.
وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة “تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا”.

الجيش التركي يساعد في عمليات الانقاذ

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا هو من بين الأعلى في العالم.
وأواخر نوفمبر الماضي، ضرب زلزال بقوّة 6.1 درجات شمال غرب تركيا. موقعا حوالى خمسين جريحًا ومتسبّبًا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
في يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6.7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا.
وفي أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه. ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى