الأردن.. الحكومة تتهم حماس بمحاولة التحريض على الدولة
وجهت الحكومة الأردنية على لسان الناطق باسمها مهند مبيضين انتقادات لاذعة لحركة حماس وذلك بعد الرسالة .التي وجهها محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري للحركة للجماهير العربية والإسلامية بما فيها الشعب الاردني بضرورة تجاوز الحدود والدفاع عن المسجد الأقصى. وكذلك انتقاد قادة من الحركة الفلسطينية على غرار رئيس المكتب السياسي في الخارج خالد مشعل لاتفاقيات السلام بين عدد من الدول العربية زوإسرائيل .والدعوة لنزول الملايين للشارع بشكل مستدام خلال مشاركته في فعالية نسائية في العاصمة الأردنية بتقنية الفيديو.
وقال المسؤول الأردني في تصريح لقناة “سكاي نيوز عربية” .إن أي محاولات للتحريض على الدولة الأردنية هي محاولات يائسة تريد أن تشتت البوصلة .وتشتت تركيزنا موجها نصيحة تحمل الكثير من النقد للمسؤولين في حركة حماس قائلا “نتمنى على قادة حماس أن يوفروا نصائحهم .ودعواتهم لضرورة حفظ السلم ودعوة الصمود لأهلنا في قطاع غزة”.
واتهم مبيضين الحركة الفلسطينية بالعمل على كسب الشعبية رغم الدمار. الذي حل بقطاع غزة بسبب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي .قائلا “إن الأردن بلد له سيادة. وله مرجعياته الدستورية وقيادته تسمو على هذه المرجعيات وعندما يكون الملك عبدالله الثاني في مقدمة الموقف العربي لا ننظر إلى بعض المراهقات السياسية. ولا إلى من يريد أن يحصد الشعبية على أنقاض الدمار .الذي حل في غزة نتيجة لهذه الحرب الكارثية”.
وأشار للدور الرسمي والشعبي للأردن للتخفيف من معاناة السكان في قطاع غزة .قائلا “إن موقف عمان مشرف وأخلاقي .ومحترم ونقدر خروج الناس منادين ومطالبين بوقف هذه الحرب. وهذا لم يخرج عن موقف الأردن من أول يوم للحرب حيث وصفها بأنها حرب إبادة”.
وأكد أن الموقف الأردني ليس عاطفي. وانما ناتج عن مصلحة قومية مشيرا إلى أن “القضية الفلسطينية لها خصوصية أردنية وهي جزء من أمننا الوطني”.
هناك أيديولوجيات بائسة وشعبويات تريد تأليب الرأي العام باستغلال المشاعر
واتهم المسؤول الأردني حماس بمحاولة .تأليب الرأي العام الأردني على القيادة السياسية موضحا أن “هناك أيديولوجيات بائسة .وشعبويات تريد تأليب الرأي العام. باستغلال المشاعر والعواطف” مضيفا أن “هناك إفلاس من القوى .التي تريد أن تطعن في الموقف الأردني أو تريد إجبار الأردن على اتخاذ خيارات أخرى”.
ودافع عن تمسك عمان بمعاهدة السلام مع الدولة العبرية. قائلا أنها وسيلة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين خاصة في الضفة الغربية مضيفا أن “السلام هو خيارنا الاستراتيجي. ومعاهدة السلام هي التي تمكننا من ممارسة دورنا في تخفيف الضغوط على الأهل في الضفة الغربية”.
وعقدت الأردن اتفاق سلام مع إسرائيل في سنة 1994. سمي باتفاق ” وادي عربة” في عهد الملك الراحل حسين بن طلال بعد نحو عقدين من اول اتفاق للسلام. عقدته مصر زفيما قررت دول عربية أخرى مثل الامارات والبحرين .والمغرب عقد اتفاقيات مماثلة في 2020 سميت باتفاقيات “ابراهام للسلام”.
وانتقد قادة حماس هذه الاتفاقيات خلال الحرب الأخيرة ما .اثار حفيظة دول مثل الأردن والمغرب. وقد طالب مشعل في بداية الحرب الشعب المغربي .بالضغط على قيادته لوقف التطبيع وهو ما أثار غضب المغاربة واعتبروه تدخلا في شؤونهم الداخلية.
وقال مشعل في مؤتمر بالأردن بتقنية الفيديو “على جموع الأمة الانخراط في معركة طوفان الأقصى وأن تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى تنال الشرف. وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى”. ما وصف رسميا بأنه تحريض.
وللمفارقة فان اغلب الدول التي عقدت اتفاقيات سلام مع إسرائيل هي أكثر الدول .التي قدمت مساعدات إنسانية .لأهل غزة للتخفيف من وطأة الحرب على غرار الأردن والامارات ومصر والمغرب.
ونظمت هذه الدول حملات لإلقاء المساعدات على سكان شمال غزة جوا .فيما أشرف الملك عبدالله شخصيا على بعضها. وقد شهد الأردن مظاهرات عارمة فيما حاول المئات من الأردنيين الوصول للسفارة الإسرائيلية بينما منعتهم قوات الأمن.