مجتمع

الأجهزة اللوحية مقابل التفاعل الأسري.. حرمان الأطفال يغير سلوكهم للأفضل


وجدت أم على موقع Reddit أنّ حرمان أطفالها من الأجهزة اللوحية جعل عملية التربية أسهل بشكل غير متوقع. فقبل ذلك، لم تكن تهتم كثيرًا بوقت استخدام الأطفال للأجهزة، إذ لم تكن تشعر أنّهم مدمنون، لكن عندما سحبت جهاز ابنها كعقاب على سلوكه السيئ في المدرسة، لاحظت تغيّرًا كبيرًا في سلوكه.

وقالت الأم: “بدأ يبني آلات باستخدام مكعبات الليغو، ويكتب كتباً لأخيه وأصدقائه، واهتم بدراجته وبدأ يقضي وقتاً مع أصدقائه”.

ولدهشتها من التحول الإيجابي في سلوك ابنها، حاولت الأم تطبيق هذا القرار على جميع أطفالها مع السماح لهم باستخدام الأجهزة في عطلة نهاية الأسبوع فقط. 

وكانت النتيجة مذهلة، فقد أصبح الأطفال يصنعون إفطارهم وغداءهم بأنفسهم، وينظفون غرفهم، ويضعون الغسيل في أماكنه، وينظفون الحمام تحت إشراف، كما قلّت النزاعات بينهم وقلّت الأعمال المنزلية عليها. وعلّقت الأم بالقول: “كل شيء أصبح أسهل.. أشعر بأنني كسولة!”.

وتفسّر الاختصاصية النفسية ديبي كينان هذا التغيير بأن الأطفال عند استخدام الشاشات “لا يكونون حاضرين بشكل كامل”، مشيرة إلى أنّها “شكل خفيف من الانفصال عن الواقع”. وعند إزالة الأجهزة، يعود الأطفال للتفاعل مع البيئة من خلال اللعب والتواصل، ما يساعد على ضبط العواطف والسلوك. 

وتشير مراجعة منهجية عام 2025 إلى أنّ زيادة وقت الشاشات قد تؤدي إلى مشكلات سلوكية وعاطفية، ويستعين الأطفال بالأجهزة للتعامل معها.

ومع ذلك، لا يجب اعتبار وقت الشاشة مسألة “صفر أو مئة”. فبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، من الأفضل وضع خطة متوازنة تتناسب مع احتياجات كل أسرة، مثل السماح بالأجهزة في عطلة نهاية الأسبوع كما فعلت الأم.

وتضيف كينان: “إذا كنت قلقة بشأن وقت الشاشة لدى طفلك، حدّدي حدوداً قابلة للتطبيق، وزيّدي التفاعل في العالم الحقيقي، وكوني نموذجاً يحتذى به في استخدامك للأجهزة”.
 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى