سياسة

اقصاء المرشحين يبدأ مع تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران


قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي أنه بدأت الخميس عملية تسجيل المرشحين في الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في 28 يونيو/حزيران المقبل. بينما تحدث التلفزيون الرسمي عن إقصاء العشرات من المرشحين الذين لا يمتلكون الشروط المطلوبة، بينما تؤكد مصادر إنه لضمان أن يكون الفائز من أشد الموالين للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، من المرجح أن يهيمن على الانتخابات المقبلة متشددون لديهم وجهات نظر مماثلة لرؤيته.

وكان ينظر إلى رئيسي على أنه خليفة محتمل لخامنئي، صاحب القول الفصل في البلاد. وأثارت وفاة رئيسي المفاجئة منافسة بين غلاة المحافظين للتأثير على اختيار الرئيس الجديد.

وبعد فترة التسجيل التي تستمر خمسة أيام، سيقوم مجلس صيانة الدستور، المعني بالإشراف على الانتخابات والتشريع، بالتدقيق بشأن المرشحين للرئاسة.

وقال وحيدي للتلفزيون الرسمي “عملية التدقيق ستستغرق سبعة أيام وسيكون بعدها أمام المرشحين المؤهلين ما يقرب من أسبوعين للحملة الانتخابية”. وسينشر مجلس صيانة الدستور في 11 يونيو /حزيران قائمة المرشحين المؤهلين لخوض المنافسة.

واتهم سياسيون معتدلون المجلس المؤلف من 12 عضوا بإقصاء المرشحين المنافسين لغلاة المحافظين الذين من المتوقع أن يهيمنوا على السباق الرئاسي المقبل.

وقد تتأثر نسبة الإقبال على التصويت بسبب الخيارات المحدودة من المرشحين وتزايد السخط حيال مجموعة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ووسط المزيج المعقد في إيران من الحكام الدينيين والمسؤولين المنتخبين، تكون لخامنئي الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة مثل السياسات النووية والخارجية. لكن الرئيس المنتخب سيكون مسؤولا عن معالجة الصعوبات الاقتصادية المتفاقمة.

وقالت مصادر مطلعة إن تسجيل المرشحين يمكن أن يشمل برويز فتاح، العضو السابق في الحرس الثوري الذي يرأس صندوق استثمار مرتبطا بالزعيم الأعلى، وسعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين السابق الذي أدار في عام 2001 مكتب خامنئي لمدة أربع سنوات.

كما ذكر اسم محمد مخبر الرئيس المؤقت للبلاد وعلي لاريجاني رئيس البرلمان السابق ومستشار خامنئي في وسائل الإعلام الإيرانية باعتبارهما مرشحين محتملين. ومنع لاريجاني من الترشح للرئاسة عام 2021. ومن المرجح أن يدخل السباق عدد من السياسيين المعتدلين غير المعروفين.

وذكر التلفزيون الإيراني، إن 25 شخصاً وصلوا إلى مبنى وزارة الداخلية للترشح للانتخابات الرئاسية “لكنهم جميعا ليس لديهم الشروط المطلوبة للترشح”.

ولم تقبل اللجنة ترشح أي سيدة من قبل على سبيل المثال، وكذلك أي شخص يدعو لتغيير جذري في حكم البلاد. وفاز رئيسي وهو أحد تلاميذ خامنئي، بالانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2021 بعد أن استبعد مجلس صيانة الدستور جميع المرشحين الذين كانت أمامهم فرصة لتحديه.

وشهدت الانتخابات التي أتت برئيسي إلى السلطة أدنى نسبة مشاركة في تاريخ إيران. واعتبرت تلك علامة على استياء الناخبين من رجل الدين الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب تورطه في عمليات إعدام جماعية عام 1988.

ويقول محللون ومصادر إن خامنئي (85 سنة) يسعى إلى الحصول على رئيس شديد الولاء في انتخابات الـ28 من يونيو /حزيران لإدارة شؤون البلاد ويكون حليفاً موضع ثقة لتحقيق الاستقرار وسط مناورات حول خلافة المرشد الأعلى.

وقال المحلل المقيم في طهران سعيد ليلاز، “من المرجح أن يكون الرئيس المقبل متشدداً موالياً بلا هوادة لخامنئي وله خلفية في الحرس الثوري. شخص بخلفية لا تشوبها شائبة وخالية من التنافسات السياسية”.

وقالت مصادر مطلعة على تفكير المستوى الأعلى للمؤسسة الحاكمة في إيران إنه كانت هناك مناقشات بين القيادة حول مزايا مختلف طرق التعامل مع المنافسة الرئاسية.

وذكرت “النتيجة السائدة هي أن (الهدف) الأساس يجب أن يكون الوصول إلى انتخاب رئيس شديد الولاء للمرشد الأعلى ومبادئه، وسيضمن انخفاض معدل إقبال الناخبين ذلك حتماً”. لكن هدف فوز رئيس متشدد قادر على تحقيق انتقال سلس في قمة السلطة، حين يموت خامنئي في نهاية المطاف، يمثل معضلة لرجال الدين الحاكمين الذين يديرون التصويت الشهر المقبل.

وكان موعد هذا الاقتراع محدداً أساساً في ربيع عام 2025 إلا أن هذه الرزنامة تغيرت بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي، عن عمر 63 سنة، في حادثة تحطم مروحيته في الـ19 من مايو /أيار مع سبعة أشخاص آخرين بينهم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

وبموجب الدستور، كلف المرشد الأعلى للجمهورية رئيس البلاد بالوكالة محمد مخبر البالغ 68 سنة مهمة تنظيم الاقتراع الرئاسي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى