اعتقال إبراهيم حويجة في سوريا.. المتورط في سلسلة اغتيالات غامضة

يُعتبر رئيس المخابرات الجوية السورية الأسبق إبراهيم حويجة. الذي أعلنت دمشق اعتقاله، واحدا من المتهمين بتنفيذ اغتيالات سياسية في عهد حافظ الأسد.
ومساء الخميس، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر في إدارة الأمن العام أنه “بعد عمليات رصد وتحري. تمكنت القوات الأمنية في مدينة جبلة (شمال غرب) من اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة”.
وأضاف المصدر أن حويجة “متهم بارتكاب مئات الاغتيالات خلال حقبة المجرم حافظ الأسد، من بينها الإشراف على اغتيال كمال جنبلاط، مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم الحركة الوطنية اللبنانية”.
ويأتي اعتقال حويجة قبل 10 أيام من الذكرى الـ48 لاغتيال جنبلاط. الذي قُتل بظروف غامضة في 16 مارس/آذار 1977.
-
أوروبا وسوريا ما بعد الأسد: نحو «بداية سياسية جديدة»
-
مغادرة موسكو وراء طلب أسماء الأسد الطلاق: القصة الكاملة
واتُّهم النظام السوري بتنفيذ عملية الاغتيال كرد فعل على مواقف جنبلاط المعارضة له، حيث كان من أبرز معارضي التدخل السوري في البلاد خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990).
ويُحيط الغموض بشخصية حويجة نتيجة تكتم نظام الأسد على المعلومات المتعلقة بكبار رجال المخابرات في عهده، تفاديا للملاحقات الدولية.
وينحدر حويجة من ناحية عين شقاق في منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية. وفي عهد حافظ الأسد. الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري عام 1970. عُين الرجل مديرا لمكتب المخابرات السورية في بيروت. قبل أن يعُيّن مديرا لإدارة المخابرات الجوية عام 1987، وظل في منصبه حتى عام 2002.
-
خطة الفرار: بدلاء ومروحيات وهمية ساعدت الأسد على مغادرة سوريا
-
تحالفات خفية بين تركيا وروسيا وإيران سرعت بانهيار نظام الأسد
وعُرف الرجل بتشدده الأمني وأدواره المحورية في ملفات أمنية حساسة داخل سوريا وخارجها، لا سيما في لبنان، إذ أشرف على عمليات استخبارية واسعة. شملت اغتيالات واعتقالات وتعذيب معارضين سياسيين.
وكان من أبرز المقربين من رفعت الأسد، شقيق حافظ. الذي قاد الحملة العسكرية ضد مدينة حماة عام 1982، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين.
وبحسب تقارير، كان حويجة ضمن الفريق الأمني الذي نفَّذ عمليات القتل والقمع خلال وبعد المجزرة.
وفي 2002، أقاله بشار الأسد من منصبه بعد قرابة 15 عاما من قيادته لإدارة المخابرات الجوية. حيث كان مسؤولا مباشرا عن مراقبة الأنشطة العسكرية والمدنية. وجمع المعلومات، والقضاء على أي تهديدات محتملة للنظام.
ورغم إقالته، ظل اسم حويجة يتردد باعتباره متهما بعملية اغتيال جنبلاط. وبحسب إفادة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 7 مايو/أيار 2015. خلصت التحقيقات اللبنانية إلى أن مكتب المخابرات السورية في بيروت. الذي كان يقوده حويجة، هو الجهة المسؤولة عن اغتيال والده، إلى جانب تورط اللواء محمد الخولي، الذي كان مديرا لإدارة المخابرات الجوية آنذاك.
وعلّق الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في تدوينة على منصة “إكس” على نبأ اعتقال حويجة بقوله “الله أكبر”.
وجاءت عملية اغتيال جنبلاط وسط توتر سياسي شديد مع حويجة والنظام السوري بقيادة حافظ الأسد، الذي كان يسعى إلى إحكام قبضته على المشهد اللبناني آنذاك .ولا يُعرف الكثير عن عائلته باستثناء ابنته كنانة التي تُعرف بلقب “المذيعة المليونيرة”. حيث عملت مذيعة في التلفزيون السوري الرسمي، قبل أن تلعب دورا بارزا في التفاوض باسم النظام السوري مع الفصائل المسلحة خلال السنوات الأخيرة.
-
قتلى في طرطوس: أول مواجهة مع مسلحين من أنصار الأسد
-
بشار الأسد في مرحلة حرجة: ما وراء الأيام الأخيرة في سوريا
وجاء اعتقال حويجة عقب استنفار أمني في مدينة جبلة. حيث شهدت المنطقة اشتباكات بين القوات الحكومية وعناصر من بقايا فلول النظام السابق. أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأمن السوري.
ووفقا لوكالة “سانا”، استدعت السلطات تعزيزات عسكرية .وأمنية من مناطق سورية عدة لمؤازرة قوات الأمن العام، وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وفي الوقت ذاته، خرجت حشود شعبية في دمشق وحلب وإدلب وحماة وحمص والقنيطرة ودير الزور دعمًا للحكومة في مواجهة ما وصفته الوكالة بـ “فلول مليشيات الأسد“.