سياسة

اشتباكات مع الجيش العراقي تفضح نفوذ الحشد الشعبي على حساب الدولة


اندلع اشتباك مسلح فجر الخميس بين عناصر من الجيش العراقي وأفراد فصيل مسلح ينتمي الى الحشد الشعبي في مدينة كربلاء خلال مسيرة للزوار المتوجهين للمشاركة في أربعينية الإمام الحسين. بحسب مصادر أمنية حيث تشير هذه الاشتباكات للنفوذ. الذي باتت تتمتع به الميليشيات الموالية للحشد وتحديها للقرارات الرسمية السياسية أو الأمنية أو العسكرية ما يمثل تهديدا حقيقيا لوحدة واستقرار العراق.

وستسلط هذه الاشتباكات الضوء على حجم نفوذ وسيطرة الحشد .الذي تأسس بهدف مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرة التنظيم المتطرف على مناطق شاسعة من سوريا والعراق ليصبح اليوم قوات شبه رسمية لها قانون منذ سنة 2016. ويتمتع بالقدرة القدرة على التأثير العسكري والأمني والسياسي ويرتبط كذلك بعلاقات قوية مع إيران وسط مطالبات بتطبيق قانون التقاعد والخدمة المثير للجدل.

وستطرح الاشتباكات الحالية الكثير من التساؤلات بشأن منح الحشد مزيدا من النفوذ والاطر القانونية عبر قانون التقاعد والخدمة فيما يضم هذا الهيكل العسكري 238 ألفاً و75 منتسباً. بحسب الأرقام والإحصاءات التي أوردتها موازنة البلاد الاتحادية لعام 2024.وقد تضخم العدد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ رغم تراجع أعمال العنف، وانحسار وجود عناصر تنظيم “داعش” في البلاد.

ووقع تبادل إطلاق النار وسط جمع كبير من الزوار قرب حاجز تفتيش تابع للجيش. وعلى إثره تم اعتقال ستة من أفراد المجموعة المتورطين بالحادث، حسبما قال مسؤول بوزارة الداخلية.
واوضح المسؤول رافضا الكشف عن اسمه أن الحادث وقع في كربلاء على بعد خمسة كيلومترات من المدينة القديمة. حيث يتجمع مئات الآلاف من الزوار الشيعة حاليًا للوصول إلى ضريح الإمام الحسين.

من جانبه قال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي. لوكالة شفق نيوز، إن “القوات الأمنية تتعامل وفق القانون ووفق توجيهات القائد العام للقوات المسلحة. التي تؤكد على ضرورة المحافظة على خصوصية زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام). ولن نسمح بان تكون هناك إساءة لهذه الزيارة” مؤكدا أن “القطعات الأمنية والعسكرية موجودة للتعامل مع حدوث أي خرق للقانون”.

واوضح الخفاجي أن “ما حصل يوم أمس في النجف وكربلاء هو خرق للقانون .وتم التعامل معه وفق القانون، وتم اعتقال عدد من المطلوبين وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.
وأضاف أن “وجود القوات الأمنية وانتشارها وجهدها الاستخباري والأمني وإمكانياتها وقدراتها. اكبر من أي تؤثر هكذا احداث على زيارة الأربعين”.
وتعد هذه المناسبة من أكبر المناسبات الدينية لدى الطائفة الشيعية. وتعني مرور أربعين يوما بعد العاشر من محرم، تاريخ واقعة الطف التي استمرت ثلاثة أيام في العام 61 للهجرة (680 ميلادية). وقتل فيها الإمام الحسين (ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة) .وحفيد النبي محمد، على يد جيش الخليفة الأموي آنذاك يزيد بن معاوية.

واندلع الاشتباك عندما حاولت أربع مركبات من قوات الحشد عبور حاجز تفتيش للجيش. على طريق مخصص للمشاة ومغلق أمام حركة السيارات، بحسب مسؤول وزارة الداخلية. ومنع الجنود الآليات من المرور، وأطلق الطرفان النار في الهواء، بحسب المصدر نفسه. موضحا أن الحادث لم يسفر عن وقوع أي إصابات.
وأكد مسؤول في الحشد، رفض الكشف عن هويته. أن قوة من مديرية أمن الحشد أرسلت إلى مكان الحادث أوقفت ستة منتسبين للمؤسسة ومتورطين في الاشتباك مضيفا أن “التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة المتسبب في فتح النيران وسط الزوار”.

الحشد كانت له سابقة في اهانة رموز الدولة ومحاصرة مقرات سيادية
الحشد كانت له سابقة في اهانة رموز الدولة ومحاصرة مقرات سيادية

وحتى بعد ان تم دمج الحشد الشعبي ضمن قوات الأمن العراقية تحت قيادة رئيس وزراء البلاد. تحدث بين الحين والاخر توترات ومناوشات بين عناصر من الحشد ومؤسسات أمنية أخرى. حتى في العاصمة بغداد أحيانا.
وللحشد تاريخ في الدخول في صراع ومشاحنات مع الحكومة والقوات الأمنية خاصة في هعهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.

وفي 2021 حاصرت الميليشيات المنخرطة في الحشد مقرات حكومية منها الأمانة العامة لمجلس الوزراء إضافة لمنزل الكاظمي .وكذلك منزل وكيل وزير الداخلية السابق لشؤون الاستخبارات الفريق أحمد أبورغيف على خلفية اعتقال القيادي البارز قاسم المصلح بتهمة الإرهاب.
وداس المسلحون صورة الكاظمي حينها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية في مشهد رمزي عن سطوة الحشد وضعف الدولة.
وهنالك مخاوف حقيقية من أن يتحول الحشد لقوة شبيهة بالحرس الثوري في إيران والتي تخضع لقرارات المرشد الأعلى علي خامنئي.

ومنذ 6 آب/أغسطس، دخل العراق نحو 2,9 مليون زائر للمشاركة في إحياء ذكرى الأربعين. بحسب أرقام رسمية، غالبيتهم من الايرانيين.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى