استنفار في القواعد الأميركية بعد تهديدات إسرائيلية للعراق: تصاعد التوتر في المنطقة
أغلقت قاعدة عين الأسد غرب الأنبار، التي تضم قوات أميركية، كافة بواباتها الرئيسية وأقامت تحصينات خارجها، على ما أعلنته وكالة “بغداد اليوم”، التي أكدت أن الجنود في حالة استنفار دائم، فيما تخيّم أجواء من التوتر على البلد، لا سيما بعد أن وجّه رئيس الوزراء العراقي بالتأهب لأي عدوان إسرائيلي، بعد الشكوى التي قدمتها الدولة العبرية إلى مجلس الأمن الدولي ودعت من خلالها إلى اتخاذ إجراءات ضد الفصائل المسلحة الموالية لإيران بعد أن كثفت هجماتها على أراضيها وهو ما اعتبرته بغداد “ذريعة” لاستهداف العراق الذي دعا إلى عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية لمناقشة هذا التطور.
وكشف مصدر لوكالة “بغداد اليوم” أن جنود قاعدة عين الأسد كثفوا خلال الأشهر الأخيرة من تدريباتهم وعززوا احتياطاتهم الأمنية المشددة، مشيرا إلى أنهم أقاموا الأربعاء تحصينات خارج أسوارها من ثلاثة محاور لأول مرة منذ أعوام.
وأوضح أن هذه “التحصينات تأتي في إطار مساعي القاعدة لتأمين محاورها الرئيسية وسط تنامي التوترات” وتحسبا لاستهدافها من طرف الفصائل الموالية لطهران.
ونفذت ميليشيات عراقية موالية لإيران بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة العشرات من الهجمات على القواعد الأميركية بذريعة دعم القطاع الفلسطيني، بينما ردت الولايات المتحدة بقصف عدد من مقرات الفصائل، ما أسفر عن مقتل بعض قياداتها.
وفي سياق متصل أكد مسؤولون إسرائيليون هذا الأسبوع أن الدولة العبرية تستعد للرد على الهجمات التي نفذتها “المقاومة الإسلامية في العراق”، التي تضم فصائل موالية لإيران، على الأراضي الإسرائيلية.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الفصائل العراقية نفذت منذ بداية الشهر الجاري نحو 65 هجوما بمسيرات، لافتة إلى ارتفاع وتيرة الهجمات خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تصدى لأغلب المقذوفات من الأراضي العراقية، بينما توعّد مسؤولون في الدولة العبرية في تصريحات سابقة بوضع حدّ لهذه الهجمات، كما حذروا العراق من مغبة الانخراط في لعبة الردّ بين إسرائيل وإيران، بينما أكد السوداني مرارا رفضه استخدام أراضي بلاده لشنّ أي هجمات على إسرائيل.
وتنظر الدولة العبرية بقلق بالغ إلى تصاعد دور “المقاومة الإسلامية” في العراق في محور المقاومة الذي تقوده إيران ويضم العديد من الفصائل من بينها حماس وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مطلع الأسبوع الحالي أنه “وجه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن طالب فيها باتخاذ خطوات فورية تجاه الميليشيات الموالية لإيران في العراق”، مشيرا إلى أن “الأراضي العراقية تستخدم لمهاجمة إسرائيل”.
وترأس السوداني الثلاثاء اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري للأمن الوطني وجه خلاله الأجهزة المختصة بالتأهب للتصدي لما وصفه بـ”التهديد” الإسرائيلي، بينما شدد أيضا على ملاحقة “أي نشاط عسكري خارج سيطرة الدولة”.
واعتبر الشكوى الإسرائيلية “ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق”، مجددا رفضه لهذه التهديدات والدخول في الحرب، مشددا على أن “قرار الحرب والسلم بيد الدولة العراقية”.
وسعى رئيس الوزراء العراقي، الذي يواجه انتقادات بالفشل في ردع الميليشيات الموالية لإيران ووضع حدّ لتغولها وتحولها إلى مهدد لاستقرار البلاد، إلى النأي بالعراق عن الصراع والحيلولة دون جرّه إلى الحرب وشدد خلال اجتماعات عقدها خلال الآونة الأخيرة مع عدد من قيادات هذه الفصائل على أن البلد لا يحتمل تداعيات إقحامه في النزاع.
وكشف المستشار العسكري السابق اللواء المتقاعد صفاء الأعسم اليوم الجمعة أن “شكوى إسرائيل ضد العراق أمام مجلس الأمن الدولي مقدمة لعمل عسكري مرتقب وعدواني على الأراضي العراقية”، وفق “بغداد اليوم”.
وتابع أن “إسرائيل أرادت من هذه الشكوى كشف المبرر والحجة أمام المجتمع الدولي”، مضيفا أن “هناك عدوانا إسرائيليا حتميا على العراق في المرحلة المقبلة”.
واعتبر أن “هذه الشكوى تكشف أن إسرائيل حددت قائمة الأهداف التي ستستهدفها في العراق”، مشيرا إلى أن “الدولة العبرية لديها معلومات كثيرة على المواقع المهمة والحيوية سواء الحكومية أو التابعة للفصائل”.
وفي سياق متصل أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الجمعة تسلم طلب رسمي من العراق لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين فى أقرب وقت ممكن، وفق موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي.
وأوضح السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن “الطلب تضمّن مناقشة مذكرة رئيس مجلس الأمن الدولى حول شكوى إسرائيل بشأن زيادة وتيرة الهجمات عليها عبر الأراضي العراقية منذ سبتمبر/أيلول الماضي والهادفة إلى جر المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع”.
وقال إن “المذكرة العراقية تم تعميمها على الدول العربية الأعضاء للتشاور حول تحديد الموعد المقترح”، مضيفا أن العديد منها أيدت طلب بغداد.