سياسة

استمرار الحوار الليبي وسط إشادة دولية بدور المغرب


يستمر الحوار الليبي – الليبي، لليوم الثالث على التوالي على مستوى الخبراء، في العاصمة المغربية الرباط، وسط إشادة دولية بهذه الوساطة للملف.

الجهود المغربية الرامية لإيجاد حل سلمي للنزاع الليبي، أشادت بها كل من منظمة الأمم المتحدة، ومعها جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى دول عربية وأجنبية.

ومنذ الأحد، يشرف المغرب على الحوار الذي يجمع ممثلين عن طرفي النزاع الليبي، وإن كانت الرباط لم تتدخل في مجرياته أو جدول أعماله، مع رفع شعار (الحل- ليبي ليبي).

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المغرب برهن على التزامه الراسخ بإيجاد حل للأزمة الليبية إلى جانب الأمم المتحدة، وهو ما أكده سابقاً عبر اتفاق الصخيرات الموقع عام 2015، موضحا أن الرباط لعبت دوراً بناء منذ بداية الأزمة الليبية، كما ساهمت في الجهود الأممية الرامية إلى التوصل لحل سلمي للنزاع هناك، وفق ما أوردت العين الإخبارية.

وعبر دوجاريك عن اقتناعه بالأثر الإيجابي للمبادرة المغربية الأخيرة، والمتمثلة في حوار بوزنيقة، وتأثيرها الإيجابي على تيسير الأمم المتحدة للحوار السياسي الذي يجريه ويقوده الليبيون.

وقال المتحدث إن الأمين العام للأمم المتحدة يدعم كل المبادرات التي من شأنها أن تدفع وتكمل جهود السلام الجارية من أجل حل الأزمة الليبية.

وثمنت جامعة الدول العربية مسار حوار بوزنيقة، مؤكدة متابعتها له، وداعية في نفس الوقت طرفي المفاوضات إلى مواصلة الانخراط، وبحسن نية، في كافة هذه المجهودات للوصول إلى حل وطني ومتكامل للأزمة الليبية على مساراتها الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وعلى مستوى وفدي مجلس النواب وما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة، عبر الطرفان عن تثمينهما للجهود المغربية في هذا الصدد، معبرين عن رغبتهما الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان لإنهاء معاناة هذا البلد.

ويُعزي الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي محمد بودن هذا الاهتمام الدولي بجهود الرباط المبذولة في هذا الصدد، إلى سببين، الأول يكمن في أهمية الملف الليبي في حد ذاته، والثاني في الثقة التي تحظى بها المملكة لدى المجتمع الدولي، والتي حصلت عليها تبعا لمواقفها الدبلوماسية الرزينة والجادة.

وقال بودن إنه بالقدر الذي يحظى الملف بأهمية دولية نظراً لتشعبه وطول مدته، فإن الرباط نجحت في جمع الفرقاء على طاولة واحدة مباشرة من أجل وضع أسس حوار ليبي – ليبي تحت إشراف أممي، يضع حال نجاحه ليبيا على طريق الاستقرار السياسي والأمني. العين الإخبارية

وأكد أن من مصادر قوة الموقف المغربي، رفضه للتدخل العسكري والأجنبي في الملف، ناهيك عن عدم دعمه لطرف على حساب آخر، وأيضا عدم تدخله في تفاصيل ومجريات المفاوضات تاركاً المجال لأصحاب البلد، مشيرا إلى أن نجاح المملكة في وقت سابق في إخراج اتفاق الصخيرات، كان له أثر إيجابي، وجعلها، إن صح القول، مرجعاً دوليا وأممياً للوساطة السلمية والودية بين الأشقاء العرب.

وقرر وفدا مجلس النواب الليبي، وما يُطلق عليه المجلس الأعلى للدولة، أمس الإثنين، تمديد الجلسات إلى الثلاثاء على الأقل، مع ترك الباب مفتوح لتمديد آخر.

وبحسب مصادر مطلعة على سير العملية التفاوضية، فإن هذا التمديد جاء على خلفية التقارب في وجهات النظر، وأيضا مع تقدم النقاش بخصوص المناسب الرقابية والسيادية.

ويأتي الحوار الليبي بعد أسابيع قليلة من زيارة كل من رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ورئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة الليبية، خالد المشري، إلى الرباط بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي.

كما يأتي بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني ويليامز، إلى المغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية وكذلك مع الشركاء الإقليميين والدوليين بغية إيجاد حل للأزمة الليبية.

وعبر المغرب في أكثر من مناسبة عن رفضه التدخلات الأجنبية والعسكرية في الأراضي الليبية، مُشدداً على أن الحل يجب أن يكون ليبياً ليبياً تحت المظلة الأممية.

وفيما تقول الرباط إنها لا تمتلك “وصفة” لحل الملف الليبي، فإنها تُبدي في المُقابل استعدادها لاحتضان حوار بين أطراف النزاع في الأراضي الليبية على شاكلة محادثات الصخيرات.

واتفاق الصخيرات شمل مجلس النواب المنتخب والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية بتاريخ 17 ديسمبر 2015 لإنهاء الصراع في تلك البلد، غير أن الاتهامات وجهت للمجلس الأعلى باختراق الاتفاق.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى