سياسة

استعدادات الحرب العالمية؟ أسلحة أوروبا عالقة على القضبان


سيناريو الكارثة، حيث تتصادم القوتين العسكريتين الروسية والأوروبية في حرب شاملة، يشغل عقول صانعي القرار في الجانبين.

وبقدر ما غذى الصراع في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، فرص واحتمالات اندلاع مثل هذه المواجهة المباشرة، إلا أنه أظهر أيضا عدة عيوب وثقوب واضحة في منظومة الدفاع الأوروبية، بحسب مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

ووفق جنرال فرنسي رفيع المستوى، فإنه إذا أرادت أوروبا ردع أي هجوم روسي محتمل، فعليها أن تقوم بعمل أفضل بكثير في نقل الدبابات والقوات والذخيرة عبر القارة.

وقال الجنرال برتراند توغو، المسؤول عن القيادة البرية للجيش الفرنسي المنشأة حديثاً في أوروبا، إن “الدول اعتادت خلال الحرب الباردة على نقل العتاد العسكري في جميع أنحاء القارة، وهي مهمة كانت “بسيطة للغاية” في ذلك الوقت ولكنها “أصبحت تدريجياً معقدة للغاية”.

وأضاف توغو، متحدثًا من مكتبه في ليل الفرنسية أنه “من الضروري للغاية إعادة التنقل العسكري إلى الأذهان الأوروبية، ولهذا نحن بحاجة إلى التدرب على ذلك”.

عقبات

ونظريا، إذا هاجمت روسيا إحدى دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” القريبة منها، سيحتاج الجنود الأوروبيون والأمريكيون إلى الوصول للجناح الشرقي للحلف بأسرع ما يمكن.

لكن العقبات الحالية التي تحول دون التحرك السريع تشمل العمليات الإدارية الطويلة والمجزأة لنقل العتاد الحربي عبر الحدود، وعدم كفاية البنية التحتية، بما في ذلك الجسور والأنفاق، لنقل المركبات المدرعة، ونقص في قدرات النقل مثل عربات السكك الحديدية.

وفي مايو/أيار الماضي، حث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي العواصم الأوروبية على تنفيذ تعهد التنقل العسكري للتكتل، والذي يتضمن التزامات بالاستثمار في البنية التحتية وضمان إعطاء الأولوية لوسائل النقل البري والسكك الحديدية وغيرها من وسائل النقل للقوات المسلحة.

وبعد ذلك بشهر، أعلنت فرنسا أنها ستنضم إلى اتفاقية سبق أن وقعتها بولندا وألمانيا وهولندا لإنشاء ممر عبور عسكري. ثم وقعت اليونان وبلغاريا ورومانيا خطاب نوايا للتعاون في مجال التنقل العسكري عبر الحدود.

سر رومانيا

ووفق “بوليتيكو”، أدرك الجيش الفرنسي بشكل مؤلم، مدى صعوبة عبور أوروبا في ربيع عام 2022، عندما نشر كتيبة في رومانيا ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقال توغو في هذا السياق، “اكتشفنا مدى الروتين الإداري. هناك حرب في أوكرانيا، لكن مسؤولي الجمارك يقولون لنا إننا تجاوزنا الحمولة المناسبة، وأن دباباتنا غير مسموح لها بعبور ألمانيا.. إنه أمر لا يصدق.”

وبعيدًا عن الأعباء الإدارية، كان الجنود يعانون من تراجع في المهارات الأساسية التي يتطلبها نقل القوات والمعدات السريع جدا عبر القارة الأوروبية.

وقال الجنرال الفرنسي إن جيش بلاده – الذي أمضى العقود الماضية في القتال في أفغانستان ومنطقة الساحل في غرب أفريقيا- “لم يقم بتحميل المعدات العسكرية على القطارات منذ حوالي 20 عاماً”.

كما أن مديري محطات القطارات في شركة SNCF، الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية الفرنسية، لا يملكون المعلومات والمهارات المطلوبة في هذا الصدد.

وقال توغو: “نحن نعود إلى شيء كنا نعرف كيف نفعله وقد نسيناه تماماً”.

مشاكل وحلول

ونشرت فرنسا قواتها في رومانيا كجزء من جهود حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأوسع نطاقاً لتعزيز دفاعاتها الشرقية، وتأمل في استخدام التناوب المنتظم للقوات والمعدات لإعادة تعلم فن النقل العسكري.

وأقر توغو بأن تحسين التنقل العسكري لن يكون سهلاً لأن قواعد النقل والجمارك هي إلى حد كبير من الصلاحيات الوطنية في الدول الأعضاء. 

وقال الجنرال الفرنسي: “أنت تهاجم بصراحة سيادة الدولة عندما تتناول مسائل حساسة إلى حد ما مثل من يمكنه العبور، والرسوم الجمركية ونوع الأسلحة التي يمكن أن تكون على متن السفينة”.

ويريد توغو من صانعي السياسات في أوروبا، التركيز على النقل بالسكك الحديدية أولاً. وأوضح أن “السكك الحديدية لا تزال إلى حد بعيد الطريقة الأكثر عملية” لنقل المعدات”.

وتتمثل إحدى الأفكار في خفض رسوم النقل عبر السكك الحديدية، وقال توغو إنه في الوقت الحالي، يتعين على الجيش الفرنسي دفع 30 مليون يورو سنويًا لضمان الوصول على مدار الساعة إلى القطارات، مضيفا “نأمل أن نتمكن من تأمين الوصول إلى القطار دون أن نكون ملزمين بالدفع”.

واختتم حديثه قائلا إنه “يجب على فرنسا أيضًا أن ترفع من مستوى البنية التحتية للنقل”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى