سياسة

استراتيجية ترامب تربك القارة العجوز.. ودول أوروبية تستنفر خبراء الدعم النفسي


دعت مسؤولة أوروبية بارزة إلى “الثقة بالنفس” في مواجهة الانتقادات التي وجهتها الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي للقارة العجوز.

وتحدثت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية كايا كالاس، في جلسة بمنتدى الدوحة، عن الاستراتيجية التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وتضمنت “تقييما جديدا لاذعا لأوروبا”، وفقا لـ”بوليتيكو”.

وبدا أن كالاس حريصة على عدم انتقاد التقييم الأمريكي، حتى أنها أشارت إلى أن بعض الانتقادات في الاستراتيجية “كانت صحيحة”.

وحددت الاستراتيجية الجديدة المكونة من 29 صفحة رؤية ترامب للسياسة الخارجية باعتبارها “واقعية مرنة”، وقالت إن واشنطن ستسعى إلى حل سريع للصراع في أوكرانيا وتهدف إلى إعادة إرساء “الاستقرار الاستراتيجي” مع موسكو، مع الإبقاء على أن تصرفات روسيا في أوكرانيا لا تزال مصدر قلق أمني رئيسي.

قلق أوروبي

وراقب الحلفاء الأوروبيون، الذين يعتمدون على الدعم العسكري الأمريكي ضد روسيا، هذا التحول عن كثب، إذ تدعو الاستراتيجية الجديدة، صراحة إلى وقف توسّع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتنتقد ما تصفه بـ«التوقعات غير الواقعية» للقادة الأوروبيين تجاه سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتشير الوثيقة إلى أنّ واشنطن «على خلاف» مع مسؤولين أوروبيين متمسّكين برؤى اعتبرتها غير واقعية حول مسار الحرب.

وتحمّل الوثيقة الأوروبيين مسؤولية دفاعهم عن أنفسهم، في خطوة تُعدّ انقلابًا واضحًا على نهج الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن الذي دعم مساعي إدخال أوكرانيا إلى الحلف خلال قمة بوخارست عام 2008.

وقالت كالاس: ” الوثيقة تحدثت عن انعدام الثقة بالنفس لدى أوروبا في تعاملاتها مع روسيا”، مضيفة: ” هذا أمر مؤكد. قللت أوروبا من شأن نفوذها تجاه روسيا. علينا أن نكون أكثر ثقة بأنفسنا”.

واعتبرت الوثيقة، أن الدول الأوروبية تواجه “انحسارا حضاريا” جزئيا بسبب قبولها للمهاجرين. واتهمت بعض الحكومات الأوروبية بفرض رقابة جائرة على بعض الأحزاب السياسية، وخاصة أحزاب اليمين المتطرف.

وأوضحت الإدارة الأمريكية أنها لا تزال تعتبر الدول الأوروبية حلفاء مهمين، لكنها أشارت أيضًا إلى أنها ستسعى إلى تعزيز نفوذ أحزاب أقصى اليمين في القارة.

وسُئلت كالاس إن كانت ترى أن ترامب ومساعديه ينظرون الآن إلى أوروبا باعتبارها “العدو”، فأجابت: “لم أقرأ الأمر بهذه الطريقة. لا تزال الولايات المتحدة أكبر حليف لنا. لم نتفق دائمًا في وجهات النظر حول مختلف القضايا. لكن المبدأ العام لا يزال قائمًا: نحن أكبر حلفاء وعلينا أن نبقى متحدين”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى