تحدث الباحث في شؤون الجماعات الأصولية عمرو فاروق عن تفاصيل وكواليس العمل داخل أروقة جماعة الإخوان واستراتيجيات التخطيط والحيل. التي تلجأ إليها لمحاولة إثبات أنّها على ما زالت على قيد الحياة، وعن المحاولات اليائسة للجماعة الإرهابية من أجل الظهور مجددا في المشهد السياسي تحت أي مسمى.
-
تقرير يرصد جرائم وممارسات الإخوان في مصر
-
بعد 14 عامًا… خبراء يكشفون جرائم الإخوان في مصر ويستذكرون آثارها
وقال فاروق إن جماعة الإخوان الإرهابية تدرك جيدا قوة الدولة المصرية وتماسك جبهتها الداخلية. مؤكدا أنّ الجماعة تعمد إلى إثارة الفوضى ونشر الفتنة في محاولة لإيجاد مساحة عمل لها داخل الدولة، وأنّ المشروع الفكري لمواجهة المتطرفين ضرورة ملحة. خاصة بعد أن عدلت جماعة الإخوان استراتيجيها في ضوء العولمة التكنولوجية.
فاروق أشار أيضا في حوار مع صحيفة “الوطن” المصرية.أنه وعقب سقوط الجماعة الإرهابية في 30 حزيران / يونيو 2013، اتجهت لما يسمى بـ”فقه الاستضعاف”، وهي مرحلة يتحول فيها التنظيم من “الخلايا الهيكلية”، إلى “الخلايا العنقودية”. سعيًا في تفكيك الجبهة الداخلية للدولة المصرية، وزعزعة استقرارها عبر 4 مسارات، وهي “الجهاد المسلح، والجهاد السياسي. والجهاد الإعلامي، والجهاد والإلكتروني”.
-
رسائل كلينتون: لقاءات مع الإخوان في مصر أسفرت عن وصول محمد مرسي إلى الرئاسة
-
التقارب المصري التركي: هل حُسم ملف الإخوان؟
وتابع: “في ظل الارتباك الفكري والتخبط التنظيمي، انتقلت الجماعة فعليًا إلى حالة “التيه” المصاحب للانهيار التام، ما دفعها للتقوقع أو للتعايش مع ظاهرة “الكمون التنظيمي”. معتمدة على استراتيجية “دار الأرقم”، أو ما يطلق عليه “التربية والدعوة السرية”. في محاولة لصناعة تكوينات فكرية جديدة، تعيد من خلالها صياغة الإشكاليات. والعثرات التي لحقت بها على المستوى السياسي والاجتماعي والتنظيمي.
كما تحاول الجماعة، بحسب فاروق، صياغة خطاب تنظيمي ينتقل من المحلية إلى العالمية، من خلال مجموعة من المؤسسات والأكاديميات المعنية بالتأهيل الفكري. ويتركز دورها في بث خطاب موجه إلى روافدها وقواعدها التنظيمية. فضلا عن مخاطبتها العقل الجمعي العربي، منها على سبيل المثال “معهد منهاج للفكر والثقافة”، الذي تم تأسيسه كمبادرة شبابية من داخل الأردن. ويهتم بنشر الأدبيات الفكرية الإخوانية بين الشباب، عن طريق دورات ثقافية وتربوية، في حال أقرب إلى الجلسات واللقاءات التنظيمية المعروفة تحت مسمى “الأسر والكتائب”.
-
مصر تعزز جهودها ضد بقايا الإخوان الفارين: تفاصيل الإجراءات الأمنية الجديدة
-
الإخوان.. كواليس قفز الإخوان في مصر إلى السلطة
وبالتالي الجماعة تخلت عن أدواتها التقليدية للتأثير في الدوائر المجتمعية المصرية والعربية، تطبيقا لاستراتيجيتها الجديدة تجاه تنفيذ سيناريوهات “أسلمة المجتمعات”. إذ لم تعد في حاجة للسيطرة على المساجد والمدارس والجامعات والنقابات المهنية، والأندية الشبابية والرياضية. لا سيما في ظل الوعي الأمني والشعبي المتعافي تجاه مخاطر جماعات الإسلامي السياسي والحركي.
إلى ذلك، اعتبر فاروق أن جماعة الإخوان لا تمتلك برنامجًا أو مشروعًا سياسيًا لكنها تسير وفق شعارات حول أسلمة الدولة، فضلًا عن أنها تتبنى توجهات فكرية تحقر من المجتمع. وتجعله في مرتبة دونية، وتعتبر الانتماء إليها بمثابة الانتماء للدين، وأنّها متحدثًا عن الله في أرضه. وهذا خلل وانحراف فكري واضح، كما أنّها تأول الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتستنطق منها ما يخدم منطلقاتها الفكرية والتنظيمية والحركية، ما يعني أنّها منفصلة عن الواقع وليس لديها ما يخدم الشأن الداخلي في ظل تعارض مرجعيتها حول مفهوم الدولة مع مفردات الدولة الوطنية والقومية.