استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية.. أعوان أردوغان يواصلون خلط الدين بالسياسة
في استغلال واضح لبيوت الله، يقوم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بالترويج لمرشحيه والدعاية لهم في المساجد، قبيل انتخابات الإعادة بمدينة إسطنبول، كما سبق وأن فعل في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت نهاية مارس الماضي.
وقالت صحيفة يني جاغ، الأحد، إن عضو حزب العدالة والتنمية ونائب رئيس بلدية قضاء (باغجيلار) التابعة لمدينة إسطنبول، كنعان غولتورك، خاطب النساء في مسجد باغجيلار يشيل، قائلاً إذا لم تصوتن لصالحنا سيضيع الدين.
وأضاف غولتورك: إن انتخابات 23 يونيو (موعد الإعادة بإسطنبول) مهمة للغاية، لقد قمت بزيارة جميع المساجد الموجودة في باغجيلار.. ادعموا العدالة والتنمية فإذا لم يتم التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية سيضيع الدين.
وتعليقاً على ذلك انتقد نائب رئيس حزب الخير المعارض، النائب البرلماني عن ولاية إزمير، أيتون تشيراى، استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية، قائلا في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع تويتر: أنا أتفق مع رئيس بلدية باغجيلار المنتمي للعدالة والتنمية والذي بدأ حديثه بأن الدين سيضيع، يمكن أن يضيع ديننا حقاً إذا وصل الحال أن يقوم حزب بدعايته الانتخابية إلى نساء ذهبن إلى المساجد للعبادة، وأن يظهر نفسه أنه حامي الدين.
ولم تكن هذه المرة الأولى التى يلجأ فيها أعضاء العدالة والتنمية للمساجد من أجل الترويج لحزبهم، فقد دأب الحزب الحاكم على استغلال المساجد قبيل كل انتخابات دون أى مراعاة لقدسيتها.. فرغم النقد الشديد والاستياء من تصريحات كثيرة يطلقها أنصار أردوغان، وتثير الكثير من الجدل داخلياً وخارجياً.
وفي مارس الماضي، وفي محاولة منه، لكسب تأييد أكبر من الأتراك وفي محاولة لتحسين الوضع الانتخابي للحزب الذي تنهار شعبيته باستمرار بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد، قال مرشح الحزب الحاكم في الانتخابات الأخيرة، مصطفى غوكطاش للجماهير: صوّتوا للعدالة والتنمية وللرئيس رجب أردوغان تظفرون بمفتاح الجنة.
وفي الشهر ذاته سبق أن قال محمد قاسم غولبينار، نائب العدالة والتنمية عن ولاية شانلي أورفا، إن دعم أردوغان من ضروريات ومقتضيات الإيمان.. وتابع قائلاً: وغداً حينما تقفون أمام الله في المحشر لن يحاسبكم مطلقاً؛ لأنكم حملتمونا تلك الأمانة.
ومن قبله قال عصمت يلماز، الذي تولى من قبل حقيبتي وزارتي الدفاع والتربية والتعليم والنائب الحالي بالبرلمان عن ولاية سيفاس، إن التصويت للعدالة والتنمية وثيقة براءة ليوم القيامة.
ولا يفوت الرئيس أردوغان أو التابعون له فرصة إلا واستغلوها لتحقيق مآربهم، والفوز بأي انتخابات خاصة مع انهيار شعبيته وحزبه جراء سياساته القمعية والاقتصادية التي زجت بآلاف في السجون وأطاحت بعشرات الآلاف من وظائفهم وهوت بالاقتصاد التركي إلى القاع.
ومني العدالة والتنمية بخسارة كبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة؛ حيث فقد أهم وأكبر المدن التركية وعلى رأسها إسطنبول، التي فاز بها المرشح عن حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، متفوقًا على بن علي يلدريم، مرشح أردوغان، ما مثّل هزيمة معنوية كبيرة لأردوغان وحزبه، لما للمدينة من رمزية كبيرة؛ حيث كانت المحطة التي أوصلت أردوغان للرئاسة.
وعقب انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج الأولية بدأ حزب أردوغان في تقديم سلسلة من الطعون والاعتراضات التي رُفض بعضها وقُبل البعض الآخر، منها قبول طلب العدالة والتنمية الخاص بإعادة انتخابات رئاسة البلدية الكبرى، وبناء عليها تم اتخاذ قرار الإلغاء.
وعلى إثر ذلك، قررت اللجنة العليا للانتخابات يوم 6 مايو الماضي، إعادة التصويت بإسطنبول في 23 يونيو/حزيران؛ بزعم وقوع مخالفات تصويتية كبيرة، وسط صدمة كبيرة من الأتراك والمهتمين بالشأن التركي، الذين أجمعوا على عدم قانونية القرار، وأنه جاء نتيجة ضغوط النظام الحاكم.
ويوم 22 مايو، أصدرت اللجنة العليا للانتخابات تقريراً تضمن أسباب إلغاء انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول وإعادتها الشهر المقبل.
وساقت اللجنة في قرارها المكون من 250 صفحة، ذريعتين اعتمدت عليهما في إلغاء انتخابات إسطنبول، أولاهما مخالفة القوانين المعمول بها في رؤساء 754 صندوق اقتراع، وثانيهما عدم وجود توقيع على محاضر فرز 108 صناديق.