سياسة

اختراق ناعم للمجتمع الألماني.. ما حقيقة ارتباط الجالية المسلمة بالإخوان؟


مع خروج التقارير السنوية للاستخبارات الألمانية، عادت ذراع شهيرة للإخوان إلى الواجهة، ما يبرز ما تمثله من خطر.

وفي الأسابيع الأخيرة؛ أعادت تقارير هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” في ولايات ألمانية عدة؛ أبرزها شمال الراين ويستفاليا؛ أكبر ولايات البلاد، التأكيد على أن الجالية المسلمة الألمانية هي أهم وأخطر منظمة في البلاد.

ماذا تقول التقارير؟

وفي تعريفها لمنظمة الجالية المسلمة في ألمانيا، أوضحت التقارير أنه حتى عام 2018، كانت تُعرف باسم “منظمة المجتمع الإسلامي، قبل أن تغيره” إلى الجالية المسلمة الألمانية. 

ووفق تقارير الاستخبارات فإن الجالية المسلمة الألمانية أهم منظمة مركزية لمؤيدي الإخوان في ألمانيا.

وأحد أهداف المنظمة “يتمثل في تقديم نفسها للسياسيين والسلطات وشركاء المجتمع المدني كجهة اتصال لإسلام عالمي يُزعم أنه معتدل”.

التقارير قالت إن المنظمة “تنتهج استراتيجية للتأثير على المجال السياسي والاجتماعي في ألمانيا على أساس أيديولوجية الإخوان“.

وتتبع المنظمة استراتيجية خداع، أي أنها تتجنب الاعتراف بالانتماء لجماعة الإخوان والتصريحات المناهضة للدستور، في العلن. 

لكن الاتصالات العديدة بين كبار مسؤولي الجالية المسلمة الألمانية، وقيادات الإخوان المعروفين خارج البلاد، توضح أن المنظمة النشطة في ألمانيا تنتمي إلى الشبكة العالمية للإخوان، وفق التقارير ذاتها.

وبصفة عامة، تملك الجالية المسلمة الألمانية العديد من المنظمات وجمعيات المساجد التابعة لها مباشرة، وتنسق عملها مع أكثر من 100 منظمة إسلامية أخرى في عموم ألمانيا.

التأسيس والنشاط 

وفي عام 1958، أسست جماعة الإخوان أهم منظمة لها في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي على أنقاض لجنة بناء المركز الإسلامي في ميونخ، قبل أن يتحول اسمها في 2018 إلى منظمة الجالية المسلمة الألمانية، في محاولة لغسل سمعة ارتباطها بالجماعة

وتناوب على إدارة المنظمة التي تعد الأهم والأكبر للإخوان في ألمانيا، قيادات بارزة في الجماعة، مثل سعيد رمضان بين عامي 1958 و1968، والمرشد السابق محمد مهدي عاكف بين عامي 1984 و1987، والذي كان -أيضا- إماما للمركز الإسلامي بميونخ.

وحتى اليوم، لا يزال المركز الإسلامي بميونخ يملك روابط بجماعة الإخوان المسلمين، رغم تغيير مقر منظمة الجالية المسلمة من المدينة الواقعة في جنوبي ألمانيا، إلى مدينة كولونيا في الغرب.

كما يتعاون مع منظمة الجالية المسلمة الألمانية في الوقت الحالي 50 منظمة أصغر في كل أنحاء ألمانيا، فضلا عن عشرات غرف المساجد والجمعيات، وفق تقارير ألمانية. 

وإثر خطورة المنظمة، تخضع إلى رقابة هيئة حماية الدستور في الولايات الألمانية الـ16.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى