اختراق طبي غير مسبوق.. أول زراعة كبد خنزير في مريض بشري
في سابقة علمية هي الأولى من نوعها، نجح فريق طبي صيني في زراعة كبد خنزير مُعدّل وراثيًا في مريض بشري. حيث أدى العضو وظائفه الحيوية بشكل طبيعي طوال فترة الدراسة دون أي مؤشرات على رفض الجهاز المناعي له.
ووفقًا لتقرير نُشر في موقع “ساينس أليرت” يمثل هذا الإنجاز بارقة أمل لآلاف المرضى الذين يعانون من فشل كبدي في مراحله المتأخرة. والذين تظل زراعة الأعضاء الخيار الوحيد لإنقاذ حياتهم.
تفاصيل التجربة الرائدة
وأجرى الفريق البحثي، بقيادة علماء من الجامعة الطبية العسكرية الرابعة في الصين، عملية الزرع في مريض مُشخَّص بالموت الدماغي. حيث ظل الكبد المزروع يعمل بكفاءة طوال 10 أيام، وهي مدة الدراسة، وأشار الباحثون إلى أن العضو المُعدَّل وراثيًا أنتج الصفراء وألبومين الخنزير. ما يؤكد نجاحه في أداء وظائفه الأيضية الأساسية.
وقال رافائيل ماتيسانير أخصائي أمراض الكلى في المنظمة الوطنية لزراعة الأعضاء بإسبانيا. والذي لم يشارك في البحث: “هذه أول حالة موثقة عالميًا لزراعة كبد خنزير معدل وراثيًا في إنسان ميت دماغيًا، ما يفتح الباب أمام حلول علاجية مبتكرة”.
التعديل الجيني.. مفتاح النجاح
اعتمد الفريق على ستة تعديلات جينية في كبد الخنزير. هدفت إلى تقليل احتمالية الرفض المناعي، وشملت هذه التعديلات حذف الجينات المسؤولة عن الاستجابة المناعية الحادة. وإضافة جينات بشرية لتعزيز التوافق مع جسم المريض. كما استُخدمت مثبطات مناعية للحد من نشاط الخلايا التائية والبائية، ما ساهم في استقرار العضو المزروع.
ولم تُجرِ العملية استبدالًا كليًا للكبد البشري، بل تمت عبر تقنية الزرع المساعد .حيث وُضع كبد الخنزير في موقع آخر داخل البطن مع الاحتفاظ بالكبد الأصلي سليمًا.
تحديات مستقبلية ووعود واعدة
رغم النجاح الملحوظ، لا تزال هناك تحديات كبيرة. أبرزها تحديد مدى كفاءة كبد الخنزير في تعويض وظائف الكبد الفاشل لدى المرضى الأحياء. كما أن العينة المحدودة (مريض واحد) تتطلب مزيدًا من الدراسات قبل تعميم النتائج.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه الخطوة تمثل قفزة نوعية في مجال زراعة الأعضاء بين الكائنات المختلفة، ويمكن أن تشكل حلًا مؤقتًا للمرضى في قوائم الانتظار، ريثما يتوفر متبرع بشري.
بهذا الإنجاز، يقترب العلم خطوة أخرى من تحقيق حلم توفير أعضاء حيوانية آمنة للإنسان. ما قد ينقذ حياة الملايين حول العالم.
مع تزايد عدد الأفراد الذين يؤجلون الإنجاب، أصبحت التحديات المرتبطة بالخصوبة في وقت لاحق من العمر أكثر إلحاحًا.إذ يواجه حوالي ثلث الأزواج صعوبات في الحمل عندما تكون الزوجة فوق سن 35 عامًا، نتيجة لانخفاض الخصوبة الذي يبدأ عادةً في هذا العمر.
وبحسب تقرير نشره موقع Science Alert، تشير البيانات الناشئة من تجربة سريرية حالية إلى أن “الراباميسين”، وهو دواء يستخدم تقليديًا لمنع رفض عملية زرع الأعضاء. يمكن أن يطيل سنوات الخصوبة لدى المرأة لمدة تصل إلى خمس سنوات. ويستند هذا الاكتشاف إلى نتائج أولية من دراسة تجريبية صغيرة لم تخضع بعد للمراجعة.
وأثبتت الأبحاث السابقة أن الراباميسين، وهو مركب بكتيري معروف باستخدامه في عمليات زرع الأعضاء وبعض الحالات الوعائية، له فوائد محتملة في إبطاء عملية الشيخوخة. إذ أشارت الدراسات التي أجريت على الفئران إلى أنه يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على جوانب مختلفة من الشيخوخة، بما في ذلك الخصوبة.
كيف يعمل الدواء؟
وأوضح التقرير أن خصوبة الأنثى تتأسس قبل الولادة، داخل رحم الأم، حيث تحيط الخلايا المتخصصة في المبايض بالأمشاج الأنثوية (البويضات)، وتشكل “جريبات بدائية”. وتحتوي كل جريبة على بويضة واحدة، تبقى خاملة حتى يتم تجنيدها للاستخدام في سن البلوغ. وينخفض
وأثناء كل دورة شهرية، يتم تجنيد جريبات متعددة. ولكن جريبة واحدة فقط هي التي تطلق البويضة، بينما يتم امتصاص الجريبات المتبقية بواسطة المبيض. ومع تقدم النساء في السن، يتضاءل احتياطي المبيض لديهن، ما يؤدي إلى انخفاض عدد الجريبات عالية الجودة وانخفاض هرمونات المبيض. ما يؤدي في النهاية إلى انقطاع الطمث.
-
اختراق علمي في علاج التهاب المفاصل.. ابتكار يوقف تفاقم المرض
-
ثورة في طب الأسنان: علاج يعيد نمو الأسنان الطبيعية
ويبلغ متوسط
لكن تأخير شيخوخة المبيض قد يؤدي إلى إطالة خصوبة المرأة، وهي فائدة محتملة تُعزى إلى الراباميسين. ويستخدم المركب. الذي يساعد الخلايا على البقاء لفترة أطول في البيئات المعملية، أيضًا لإدارة الاستجابات المناعية لمرضى زراعة الأعضاء وعلاج بعض الحالات الوعائية عن طريق تثبيط نمو الخلايا.
وأظهرت الدراسات على الفئران أن الراباميسين يؤخر شيخوخة المبيض وانقطاع الطمث. حيث أظهرت الفئران الإناث الأكبر سنًا المعالجة بالدواء عددًا متزايدًا من الجريبات البدائية والتكاثر الناجح في وقت لاحق من الحياة. وتشير هذه النتائج إلى أن الراباميسين قد يؤخر انقطاع الطمث المبكر لدى البشر.
-
هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين للرضاعة الطبيعية… ما هي أهميته؟
-
الهالات السوداء عند الأطفال.. متى تكون طبيعية ومتى تدعو للقلق؟
وفي دراسة تجريبية، تلقت 50 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و45 عاماً، وجميعهن في مرحلة سن اليأس، إما جرعة أسبوعية من الراباميسين أو دواء وهميا لمدة ثلاثة أشهر. وقد راقب الباحثون احتياطي المبيض باستخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل واختبارات الدم لتقييم هرمونات المبيض.
وأشارت النتائج الأولية إلى انخفاض واعد بنسبة 20٪ في شيخوخة المبيض بين النساء المعالجات بالراباميسين، دون آثار جانبية كبيرة بالتالي. يمكن أن يترجم هذا الانخفاض في الشيخوخة إلى خمس سنوات إضافية من الخصوبة.
كما لاحظت الدراسة أن النساء اللاتي يتلقين الراباميسين جندن عددًا أقل من الجريبات لكل دورة شهرية، بلغت 15 مقارنة بـ 50 لدى النساء في العمر نفسه، وهو ما يمكن أن يسهم في إطالة احتياطي المبيض.