سياسة

احتجاجات إيران: اعتقال فائزة هاشمي وحرق مصارف حكومية

"الموت للديكتاتور"


تصاعدت ردود الفعل الدولية تجاه القمع الذي يمارسه النظام الإيراني ضد المتظاهرين وسط تحذيرات. ومطالب غربية بفرض عقوبات جديدة ضد نظام طهران.

وشهدت العاصمة طهران مظاهرات وقد ردد المتظاهرون في حي “هفت حوض هتافات “الموت للديكتاتور”. فيما قام المتظاهرون في شوارع سنندج، غربي إيران، بإغلاق للطرق وحرق اللافتات الحكومية.

كما خرج الأهالي في تشابهار احتجاجا على اغتصاب قائد الشرطة لفتاة 15 عاما. وعلى مقتل مهسا أميني. حيث قامت الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

ومع استمرار الاحتجاجات في مختلف أنحاء إيران استمر القمع الأمني العنيف في مواجهتها. ففي مقطع فيديو تداوله نشطاء من مدينة الخفاجية يظهر الأمن الإيراني. وهو يواجه المحتجين في حي “أبو ذر” بالرصاص الحي ليمنعهم من التجمع والتضامن مع الاحتجاجات العامة.

يذكر أن حي “أبو ذر” سبق وأن شهد في السنوات الماضية مواجهات عنيفة بين الأمن والمحتجين على النظام الإيراني.

اعتقال فائزة هاشمي 

وتم اعتقال فائزة هاشمي، الناشطة السياسية وابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، في طهران.

وكانت هاشمي رفسنجاني قد انتقدت النظام الإيراني بشكل غير مسبوق. ودعت إلى إطاحته خلال محاضرات القتها في تطبيق كلوب هاوس .مما دعا بعض المتشددين في النظام إلى اعتقالها.

حرق مصارف حكومية

في غضون ذلك قامن المحتجون في مدينة تشابهار جنوب شرقي إيران بإضرام النار في مصرفين حكوميين احتجاجا على اغتصاب طفلة( 15 عاما) على يد قائد شرطة ومقتل مهسا أميني.

وقامت القوات الأمنية الإيرانية باطلاق الرصاص الحي واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

 

حرق صور المرشد خامنئي

ووفقا للتقارير الواردة فإن الاحتجاجات جنوب غربي إيران، تتوسع وتدخل إلى أحياء جديدة من المدينة. كما أظهرت مقاطع فيديو حدوث مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين، سقط على إثرها جريح من بين المتظاهرين.

وأظهر مقطع فيديو مجموعة من عناصر الأمن الإيراني وهي تهاجم بشكل جماعي سيدة في شيراز، جنوبي إيران، وتنهال عليها ضربا بالعصي والهروات.

كما يُظهر فيديو أحد المتظاهرين وهو يضرم النار في لافتة بها صورة المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمام مبنى إدارة المخابرات في محافظة فارس، وسط إيران.

كما استمرت الاحتجاجات الطلابية، حيث نظم طلاب جامعة “جمران” بالأهواز، جنوب غربي إيران داخل الحرم الجامعي دعما للاحتجاجات التي شهدتها البلاد. مرددين هتافات: “لسنا مثيري شغب، نحن نقوم بالاحتجاج”.

وبعد احتجاجات وإضرابات طلاب الجامعات في جميع أنحاء إيران. انضم عدد من أساتذة الجامعات إلى الطلاب المحتجين.

وقدم عدد من أساتذة الجامعات استقالتهم دعما للاحتجاجات الشعبية ورفضا للقمع ضد المحتجين، فيما أعلن آخرون توقفهم عن التدريس دعماً للإضراب الطلابي على مستوى الدولة. وكان طلاب الجامعات في طهران ومدن إيرانية أخرى رددوا، مرارًا وتكرارًا، في تجمعاتهم الاحتجاجية، شعار “الشوارع ملطخة بالدماء وأساتذتنا صامتون”.

تصعيد ضد الأكراد

بالتزامن مع الاحتجاجات الواسعة في إيران من جهته صعد الحرس الثوري الإيراني من هجماته الانتقامية على المناطق الكردية.

ونفذ الحرس الثوري هجمات على مواقع “قوات بيجاك” الكردية في منطقة شومان، في الخط الحدودي بين العراق وإيران.
فيما اعتبر قائد فيلق عاشوراء، التابع للحرس الثوري الإيراني، أصغر عباسقلي زاده، الاحتجاجات في إيران بأنها “مهندسة من الخارج”. وقال: “مصدر جميع المصائب هو عدم طاعة ولي الفقيه”.

تحذيرات دولية

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً دعت فيه إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لضمان المساءلة عن وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني أثناء الاعتقال، وكتبت أن التحقيق يجب أن يكون مستقلاً وحيادياً وفعالاً، وأنه يجب تقديم المشتبه بهم إلى العدالة في إجراءات قضائية عادلة.

كما أعرب المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقه من قمع الاحتجاجات في إيران. وفرض نظام طهران قيودا على خدمة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

فيما دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى فرض عقوبات جديدة على طهران.
وقالت بربوك لوكالة الأنباء الألمانية، في برلين: “في دائرة الاتحاد الأوروبي، علينا الآن أن نتحدث بسرعة كبيرة عن العواقب التالية، والتي تشمل، بالنسبة لي، عقوبات ضد مسؤولي [الجمهورية الإسلامية]”.

وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي استدعت فيه ألمانيا سفير النظام الإيراني في برلين، يوم الاثنين، احتجاجا على قمع المحتجين في إيران.

من جانبه حذر المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، من أن واشنطن ستحقق بشأن كل المتورطين في قتل وقمع المحتجين في إيران. مؤكدا أن المزيد من العقوبات في انتظار النظام الإيراني.

فيما كتب السناتور الديمقراطي، ديك دوربين، في تغريدة أن النظام الإيراني، مثل نظامي روسيا وكوبا، يستخدم الجماعات الإجرامية لقمع الاحتجاجات الداخلية.

وأدان السيناتور الديموقراطي الأميركي بن كاردن بشدة مقتل الأمن الإيراني لمهسا أميني، وقال: “نقف بجانب النساء الايرانيات الشجاعات اللواتي يعترضن ضد النظام الإيراني. يجب على طهران إنهاء التعذيب الممنهج للنساء وإتاحة حرية التعبير عن الرأي”.

وقال عضو مجلس النواب الأميركي، برايان استيل: “في الوقت الذي يتعرض المتظاهرون الإيرانيون إلى قمع الأمن الإيراني. تستمر إدارة بايدن في العمل على إحياء الاتفاق النووي المعيوب، والذي سيساعد على حصول إيران على مليارات الدولارات”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى