اتفاقية إدارة الإمارات لمطارات أفغانستان تزعج قطر
كانت قطر تفرض نفسها في محاولة للسيطرة على كافة العقود من أجل إعادة تشغيل المطارات الأفغانية منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وحاولت فرض شروط مجحفة تحقق لها الربح دون النظر إلى المنفعة المكتسبة لأفغانستان، وقد امتدت المفاوضات بين طالبان وقطر في هذا الشأن قرابة العشرة أشهر لتقوم أفغانستان أخيرا برفض العقود القطرية، والعودة إلى الإمارات.
وأعلنت أفغانستان، توقيعها مذكرة تفاهم مع الإمارات، تمهيدا لتولي الإمارات إدارة ثلاثة مطارات أفغانية، وكان عبد الغني برادر، نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية، حاضرا في توقيع الصفقة. والتي ستشهد تولي مجموعة GAAC / G42 ومقرها الإمارات العربية المتحدة مسؤولية الخدمات الأرضية في المطارات الدولية في كابول وهرات وقندهار.
وفي حديثه حول ذلك، قال برادر إن الاتفاقية ستمهد الطريق لجميع شركات الطيران الدولية للعودة إلى أفغانستان.
بدوره قال إبراهيم مرافي، المدير الإقليمي لهيئة الطيران المدني الإماراتية، لوكالة فرانس برس: “لسنا وجها جديدا هنا. لكن توقيع الهيئة على العقد الجديد سيعطي الثقة لشركات الطيران الدولية لاستئناف الرحلات إلى أفغانستان”.
في الجانب الآخر لم يلقَ التصرف الأفغاني قبول قطر إنما أثار غضبها، لأنها خسرت استثمار هام كانت تسعى له منذ شهور في الدولة الأفغانية، فأوعزت لإعلامييها ومحطاتها لتبث الشائعات حول الصفقة بين الإمارات وأفغانستان، وكان على رأس المنتقدين للصفقة مدير قناة الجزيرة القطرية ياسر أبو هلالة الذي عبر عن استهجانه للصفقة بسبب مشاركة الإمارات بقتال طالبان سابقا ليفسرها بأنها اختراق طالباني للإمارات أو العكس صحيح.
وقد جاء هذا الإعلان بمثابة مفاجأة ليس فقط بسبب المحادثات الجارية لأفغانستان مع الدوحة وأنقرة، والتي بدت وكأنها تتحرك بوتيرة ضعيفة على مدار الأشهر الماضية، ولكن أيضا لأن قلة من المراقبين الذين توقعوا أن تصل زيارة باردار إلى الإمارات الأسبوع الماضي إلى هذا الحد البعيد.
أثناء وجوده في الإمارات، قام باردار بزيارة رجال الأعمال الأفغان المقيمين في البلاد، واعتبرهم نقطة جيدة للاستثمار في وطنهم، الذي يواجه عقبات اقتصادية كبيرة، بسبب حجب واشنطن المليارات من أصول البنك المركزي الأفغاني. وتقليص المساعدات والاستثمار بعد عودة طالبان إلى السلطة في 15 أغسطس من العام الماضي.
وقال برادر لرجال الأعمال: “تقع على عاتقنا مسؤولية خلق مساحات آمنة لكم ولشركاتكم من أجل إعادة بناء هذا البلد معا”. وأشار إلى الأضرار التي لحقت بمطار كابول الدولي في أغسطس كمثال على العمل الذي لا يزال يتعين القيام به في البلاد.
يذكر أن اتفاقية هذا الأسبوع ليست المرة الأولى التي تتولى فيها GAAC / G42 هذا الدور في أفغانستان، فقد وقعت المجموعة اتفاقية مماثلة مع الحكومة السابقة لكن عندما فر أشرف غني وحكومته وانسحبت القوات الدولية، تُرك مطار كابول إلى حد كبير بدون إدارة.