سياسة

إيران تصر على إطلاق الصواريخ الفضائية بالرغم من الفشل المتكرر


إن الفشل الإيراني المتواصل في برنامج إطلاق الصواريخ الفضائية يثير الكثير من التساؤلات والإصرار على إطلاق هذه الصواريخ يثير تكهنات بخصوص وجود نوايا خفية وراء البرنامج.

وقد حدث اخر فشل إيراني في مجال الفضاء، مساء يوم الأحد، حيث أقرت طهران من خلال وسائل إعلامها الرسمية بفشل إطلاق القمر الاصطناعي ظفر، والذي لم يصل إلى مداره بسبب سرعته المنخفضة.

وقد قال من جهته وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محمد جواد آذري-جهرمي أردت إسعادكم بأنباء طيبة، لكن الحياة لا تمضي أحيانا كما نريد. الإطلاق لم يكن ناجحا.

وكانت أول صورة يرسلها القمر لوسائل الإعلام الرسمية ستكون لقائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، والذي قتل في غارة أميركية ببغداد الشهر الماضي، ولكن الأمر لم ينجح.

كما ذكر الوزير الإيراني بأن صاروخ العنقاء الذي يحمل القمر الاصطناعي انطلق من قاعدة الخميني الفضائية في إقليم سمنان جنوب شرق طهران، وهي منشأة تحت إدارة وزارة الدفاع،  وكانت إيران قد أطلقت أول قمر صناعي محلي الصنع في 2009 ثم أطلقت قمرا آخر في 2011 وقمرا ثالثا في 2012.

سنوات الفشل الإيراني

إن السنوات الأخيرة شكلت سوءا بالنسبة للإيرانيين في مجال البرنامج الفضائي، حيث فشلت طهران في 2017 في محاولة إرسال صاروخ إلى الفضاء بعيد إطلاقه. وفشلت أيضا محاولتان على الأقل في العام الماضي 2019، لإطلاق قمر اصطناعي، إلى جانب انفجار صاروخ على منصة إطلاق في أغسطس الماضي. وبذلك يمكن لإيران أن تغلق هذا البرنامج، نظرا لكلفته الباهظة، إلى جانب الفشل المستمر في السنوات الأخيرة، ورغم ذلك فإنها تواصل العمل فيه.

وقد فرضت واشنطن عقوبات على إيران بعد قرار اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي عقد في 2015 بين إيران وست قوى عالمية.

وبثلاثة نقاط برر ترامب قراره إلا وهي أن الاتفاق النووي لا يمنع إيران من حيازة أسلحة دمار شامل في المستقبل، إضافة إلى برنامجها البالستي وأنشطة ميليشيتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

القرار الأميركي قد أدى إلى فرض ضغوط غير مسبوقة على الاقتصاد الإيراني، وتهاوت قيمة العملة المحلية، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع المعيشية للإيرانيين.

أجندة خفية لبرنامج الصواريخ

ووفق ما يقول مسؤولون أميركيون فإنهم يخشون أن تكون التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها بمثابة ستار لتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

وحسب واشنطن فإن هذه الأنشطة تتحدى قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إيران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.

التقرير لمركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قد ربط مشروع صاروخ سيمرغ أو العنقاء بأهداف عسكرية، حيث أن حامل الأقمار الاصطناعية يحمل أيضا الكثير من ملامح التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ العابرة للقارات.

تطوير الصواريخ البالستية

وحسب تقدير مهندسي الصواريخ، يمكن أن يصل مدى صاروخ بالستي من نوع سيمرغ إلى 7500 كيلومتر وأن يصل وزن رأسه الحربي إلى 700 كيلوغرام، ورغن أنه لا يصل إلى القارة الأميركية لكنه يغطي أوروبا وآسيا بالكامل.

ووفق ما تنص عليه قاعدة عامة في علم الصواريخ فإنه في حين توفر المحركات العاملة بالوقود الصلب قدرة دفع أكبر بتكلفة أقل، تُعتبر المحركات العاملة بالوقود السائل أكثر كفاءةً وتسمح بالسيطرة على المسار المختار بكامله بشكل أكبر، وبذلك فقد أصبحت تكنولوجيا صواريخ الوقود الصلب المفضلة لدى إيران نظرا لقلة التكلفة وقوة الدفع.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى