سياسة

إيران تدفع الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق


تستعجل طهران رحيل القوات الأجنبية من العراق، بينما تحاول تعزيز نفوذها في الساحة العراقية من خلال وكلائها من ميليشيات الحشد الشعبي.

وتتنافس إيران والولايات المتحدة على النفوذ في العراق الذي يجد نفسه عالقا بين حليفين خصمين تتناقض أهدافهما في المنطقة. وترى طهران أنه كلما كان الخروج الأميركي من المنطقة أسرع كلما كان الوضع أفضل وهي التي ترغب في إقصاء أي منافس لها في السيطرة على العراق.

أكدت إيران الاثنين دعمها لرغبة العراق في إنهاء وجود التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن على أراضيه، بينما تعتبر واشنطن أن الضغوط التي تتعرض لها من هجمات تستهدف قواعدها ومصالحها في الساحة العراقية من تدبير وإدارة إيرانية عبر تحريك ميليشياتها المسلحة في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانيّة ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي “نحن مقتنعون بأن القوات المسلحة العراقية تملك السلطة والقوة اللازمتين لضمان الأمن، لقد حان وقت مغادرة واشنطن العراق”.

وتابع “العديد من حالات انعدام الأمن في المنطقة  یعود إلی التواجد غير القانوني للقوات الأميركية وتدخلها في دول المنطقة وبالطبع دعمها للكيان الصهيوني. ومن الطبيعي أن تكون لنا وجهة نظرنا الخاصة بالمنطقة”. وفق ما نقلت عنه وكالة ارنا الرسمية.

ويضمّ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، دولا أخرى مثل فرنسا وإسبانيا. وأنشئ قبل نحو عشر سنوات لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية .الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول، تتعرض القوات الأميركية .وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا منذ العام 2014، لهجمات بشكل شبه يومي.

وتتبنى معظم تلك الهجمات “المقاومة الإسلامية في العراق”. التي تجمع فصائل حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية. وتندد الفصائل بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد الحركة الفلسطينية.

وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت مجموعات الحشد الشعبي المسلحة لعدة تفجيرات. أعلنت الولايات المتحدة المسؤولية عن بعضها.

وغداة ضربة أميركية في بغداد أودت بحياة قيادي في الحشد الشعبي. جدّدت الحكومة العراقية الجمعة موقفها “الثابت” بإنهاء وجود التحالف الدولي على أراضيها.

وقال كنعاني “من الطبيعي أن تتحمل الحكومة العراقية .والشعب العراقي مسؤوليتهما الوطنية في مواجهة العمل الإجرامي للقوات الأميركية في العراق”.

وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار هذا التحالف.

وفي ما يتعلق باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة قال كنعاني إن “الكيان الصهيوني. لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة رغم ثلاثة أشهر من الجرائم المتواصلة ضد غزة. وقبل بالفشل الاستراتيجي الذي لا يمكن ترمیمه وليس لديه القدرة على المواجهة مع مجموعة من فصائل المقاومة في المنطقة .وأثبت أن القوة العسكرية والأمنية لهذا الكيان خاویة”.

ونقلت وكالة ارنا عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله أيضا “أثبتت جرائم الأشهر الثلاثة الماضية أن هذا الكيان لا يلتزم بأي من المبادئ والقوانين الأخلاقية والإنسانية والدولية”. مضيفا أن إسرائيل خلقت لنفسها فضيحة دولية. ولم تترك أي ذریعة وعذر للمدافعین عن حقوق الإنسان.

المسؤول الإيراني علق على الأزمة في البحر الأحمر واستهداف الحوثيين المدعومين من إيران. لسفن الشحن خاصة منها تلك التي تبحر من وإلى إسرائيل قائلا “قضية البحر الأحمر تعود إلى احتلال ودعم الولايات المتحدة وبعض الآخرين للكيان الصهيوني خلال الأشهر الثلاثة الماضية. هذه الحرب القاسية لها تداعیات وإذا استمرت، فستستمر تداعیاتها أيضا”.

واعتبر أن الوضع في المنطقة وفي البحر الأحمر هو نتيجة للوضع المتأزم في فلسطين، وإذا أرادوا أن تنعم المنطقة بالسلام، فعليهم أن يتوقفوا عن ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى