إيران تختبر ضعف بايدن


شهدت الفترة القصيرة الماضية تصعيداً إيرانياً خطيراً على أكثر من مستوى وأكثر من جبهة.

من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان وصولاً إلى اليمن، صعّدت المليشيات الموالية لإيران من وتيرة هجماتها.

في العراق، وبعد أكثر من عام ونصف العام وعشرات المحاولات لاستهداف المصالح الأمريكية في العراق، تمكنت الفصائل والجماعات المسلحة المعروفة بولائها لإيران من استهداف القوات الأمريكية في إقليم كردستان الإثنين الماضي بهجوم صاروخي نتج عنه مقتل شخص وإصابة ستة آخرين.

وفي اليمن شاهدنا حالة الجنون التي دبّت على نحو مفاجئ في الجسد الحوثي، الذي راح يستهدف مطار أبها الدولي السعودي لأكثر من مرة خلال أيام. ولم يكن غريباً أن يتزامن ذلك مع قرار الإدارة الجديدة في واشنطن رفع الجماعة الحوثية من قائمة الإرهاب، التي كانت الإدارة السابقة قد وضعتها ضمنها في أيامها الأخيرة.

وأمّا في لبنان، فرغم 16 زيارة قام بها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري إلى الرئيس ميشال عون، لم تنجح كلها في إقناع ساكن قصر بعبدا بتشكيل حكومة جديدة، وذلك غير مستغرب فالرئيس عون يده في يد حزب الله الذي لا يُخفي ولاءه لإيران.

وفي سوريا نشطت فجأة مليشيا “لواء فاطميون” الإيرانية في القامشلي وفي الحسكة شمالاً وشرقاً، وتحدّث مسؤول إيراني عن استمرار الوجود الإيراني في سوريا، وأن خطّاً بحرياً سينشأ بين البلدين، بدءاً من ميناء بندر عباس الإيراني إلى ميناء اللاذقية السوري على البحر المتوسط.

ليست صدفة أن تتشابه الظروف في الدول الأربع، فالنظام الإيراني يقف خلف الستار محرّكاً الأحداث من بغداد إلى دمشق إلى صنعاء إلى بيروت! هذا النظام الإرهابي يوجّه بما نراه أمامنا على أركان الخريطة قاصداً، وهو يفعل ذلك بهدف أن ترى إدارة الرئيس بايدن حصيلة الإشارات الصادرة عنه في العواصم الأربع، لعلها تنتبه إلى أن لديه أوراقاً يمسكها في يده، وأنها أوراق يتعين أن توضع في الاعتبار. بعبارة أخرى يريد النظام الإيراني إجبار إدارة بايدن على الرضوخ لمطالبه فيما يتعلق بالعقوبات وبالاتفاق النووي وبالمفاوضات التي يجري الحديث عنها.

إيران بتصعيدها الإرهابي هذا تختبر ضعف الرئيس بايدن، وستكرر استفزازاتها له، ولدول المنطقة. وما يجب أن تفهمه إدارة بايدن من هذه الرسائل الإيرانية أنه من دون استخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية لن تستطيع واشنطن فرض شروطها الجديدة على إيران لتعديل الاتفاق النووي وإشراك دول إقليمية فاعلة في الاتفاق كما وعدت.

Exit mobile version