في خطوة لتخفيف تكاليف استهلاك البترول في المركبات والمولدات الكهربائية والمحركات المستخدمة في تشغيل قوارب الصيد، اخترع إماراتي جهازاً يحول الماء إلى غاز الهيدروجين لتشغيل المركبات بالطاقة النظيفة بدلاً من البنزين. ونجح عبد الله علي الشحي، الذي يعمل موظفاً في دائرة محاكم رأس الخيمة، ومستشاراً للطاقة الصناعية في مشروع الفكرة للاستشارات الإدارية في أبوظبي، في جعل مركبة تسير لمسافة 160 كيلومتراً باستخدام ثلاثة لترات من الماء قيمتها خمسة دراهم. ونقلت الإمارات اليوم عن الشحي قوله إن فكرة مشروعه بدأت قبل خمس سنوات عبر إجرائه بحوثاً عدة حول الطاقة، بهدف الاستغناء عن المشتقات البترولية كلياً واستخدام الماء في تشغيل المركبات، إذ تستند فكرة المشروع إلى استخراج غازي الهيدروجين والأكسجين من الماء بمختلف أنواعه، سواء كان ماء البحر أو الآبار الجوفية أو من مكيفات التبريد أو الصرف الصحي. وأوضح الشحي أنه قبل تطبيق الفكرة قام بدراسة مكون غاز الهيدروجين وجزيئاته وطرق استخراجه من بعض المواد، مثل الألمنيوم وبعض المواد الصلبة، ودمجه مع مادة سائلة للحصول على غاز الهيدروجين بطريقة نظيفة دون استخدام أي مواد ضارة بالبيئة، إذ يعد غاز الهيدروجين أكثر وفرة والأقوى تفاعلاً والأسرع اشتعالاً. وقام بتعديل محرك مركبته بشكل بسيط عن طريق إضافة جهاز مرتبط بالمحرك يقوم باستخراج غاز الهيدروجين من الماء وتحويله إلى طاقة نظيفة وتمريره عبر المحرك لتشغيله، ولفت إلى أنه يتم تركيب الجهاز في الصندوق الخلفي للمركبة أو بجانب المحرك حسب نوعية المركبة. وأشار إلى أنه يتم تعبئة الجهاز بلتر إلى ثلاثة لترات من الماء مع إضافة كمية قليلة من هيدروكسين البوتاسيوم أو الصوديوم، أو إضافة ملعقة من الملح المستخدم في الطعام، موضحاً أنه فور تشغيل المركبة سيقوم الجهاز بتحويل الماء إلى غاز الهيدروجين وتشغيل المحرك وقيادة المركبة بسرعة 100 كيلومتر/الساعة إلى 160 كيلومتراً/الساعة، بمثل السرعة التي تسير بها المركبات خلال استخدام البنزين. وذكر أن مشروعه يعتمد على الطاقة النظيفة بشكل كامل، إذ لا يخرج من عادم المركبة إلا بخار الماء، وذلك للحفاظ على البيئة وتقليل نسبة التلوث البيئي الناتج عن استخدام المشتقات البترولية في تشغيل المركبات، ويمكن لأصحاب العقارات الاستفادة من الماء المستخرج من أجهزة التكييف في استخراج غاز الهيدروجين وتشغيل مولدات سحب المياه إلى خزانات البنايات أو في تشغيل المولدات في المزارع لسحب المياه من الآبار الجوفية. وأوضح أن استخدام غاز الهيدروجين يقلل من تبديل زيت المركبات لكل أربعة أشهر بدلاً من كل شهر ونصف خلال استخدام البنزين في قيادة المركبات. ولفت إلى أن مشروعه وصل إلى تشغيل كامل للمركبات بالطاقة النظيفة، وقد حصل على براءة اختراع من برنامج تكامل في أبوظبي، وتم أخذ الموافقة المبدئية للمشروع، وأنه يطمح إلى أن يصل اختراعه للجميع، ويتم اعتماده رسمياً في مؤسسات الدولة للحفاظ على البيئة.