إقبال “غير مسبوق” للإسرائيليين على شراء الأسلحة
منذ 7 أكتوبر الحالي تاريخ الهجوم المباغت الذي شنته حركة (حماس) الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي، ارتفعت مبيعات الأسلحة النارية بين الإسرائيليين بشكل كبير.
وبحسب صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية، فقد أدى الهجوم داخل البلاد إلى “إضعاف شعور الإسرائيليين بالأمان، ممّا دفع العديد منهم إلى الإسراع باقتناء أسلحة فردية لحماية أنفسهم”.
وفي متجر أسلحة في حولون، شاهدت مجموعة من المشترين مقاطع فيديو تتعلق بطرق استخدام السلاح والحفاظ عليه، في حين كان البائع منهمكاً بعرض مسدسات من طراز “سميث آند ويسون” الجديدة، وفق ما نقله موقع (الحرة) عن الصحيفة.
بأتي ذلك عقب نفاد المسدسات المفضلة للكثيرين من طراز “غلوك عيار 9 ملم” المعروفة باسم “مسعدة”.
ووعد وزير الأمن القومي، اليميني إيتامار بن غفير، بتسليم (10) آلاف قطعة سلاح مجانية للمستوطنين في الضفة الغربية، في حين قام بتخفيف شروط رخص اقتناء الأسلحة حتى يتمكن (400) ألف شخص من الحصول عليها.
وقال: إنّ السكان المدنيين البالغين في مدينة سديروت، التي تعرضت لهجوم من قبل حركة (حماس) المصنفة إرهابية، وتم إخلاؤها منذ ذلك الحين، “سيكونون مؤهلين تلقائياً لشراء سلاح”.
ويخشى عرب إسرائيل والفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية، من “استخدام تلك الأسلحة ضدهم، نظراً للغضب والخوف بين الإسرائيليين منذ هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر)”، وفقاً لتقرير الصحيفة البريطانية.
ففي الضفة الغربية، تعرّض بعض الفلسطينيين لإطلاق النار على يد المستوطنين، منذ أن شنت (حماس) هجماتها المباغتة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إنّ “(91) فلسطينياً على الأقل قتلوا هناك، بينهم (6) يوم الأحد، في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، وخلال مداهمات اعتقال، وهجمات لمستوطنين”.
وتزامن ذلك مع قصف إسرائيل قطاع غزة، رداً على هجوم (حماس)، ممّا أسفر عن مقتل أكثر من (4700) شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
وقال أحمد، وهو حلاق يبلغ من العمر (48) عاماً يقيم في مدينة يافا: “إذا حاولت شراء سلاح، فلن أحصل على ترخيص أبداً… لكن إذا أراد إسرائيلي ذلك، فسيعطونه له مجاناً”.
وكانت مبيعات الأسلحة النارية في إسرائيل مقيدة للغاية لعقود من الزمن، وانخفضت من (185) ألف قطعة عام 2009 إلى أقل من (150) ألفاً في عام 2021.
وفي الوقت نفسه، “ازدهرت السوق السوداء للأسلحة المسروقة من الجيش الإسرائيلي، بسبب المبيعات لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين غير مؤهلين لشراء الأسلحة بشكل قانوني”.
وبعد حرب استمرت (11) يوماً مع (حماس) عام 2021، والتي رافقتها أعمال عنف واسعة النطاق بين العرب واليهود الذين يعيشون في مدن مختلطة، تم منح حوالي (20) ألف رخصة سلاح، أي ما يقرب من ضعف العدد في العام السابق، وفقاً لوزارة الأمن الوطني.
وقال مديرو (3) متاجر أسلحة في إسرائيل: إنّ الزيادة الأخيرة في ملكية الأسلحة “غير مسبوقة”، حيث “كانت طوابير الانتظار طويلة جداً، لدرجة أنّ المتاجر ظلت مفتوحة لساعات إضافية، بل إنّ بعضها فتح أبوابه في يوم السبت الذي يُعدّ عطلة أسبوعية ودينية عند اليهود”.
وفي 7 أكتوبر الحالي شنت حركة (حماس) الفلسطينية هجوماً على مناطق وبلدات إسرائيلية في غلاف غزة، ممّا أسفر عن مقتل نحو (1400) شخص.
وردّاً على ذلك، تشنّ إسرائيل غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، ممّا أدى إلى مقتل (4741) فلسطينياً، وإصابة (15898) آخرين، أغلبهم من المدنيين