سياسة

إسرائيل تشن غارة على الضاحية الجنوبية متجاهلة دعوات بايدن لتفادي التصعيد


شنّ الجيش الإسرائيلي عشرات الضربات الدامية على لبنان الأربعاء استهدفت خصوصا ضاحية بيروت الجنوبية ومدينة النبطية (جنوب) التي قتل رئيس بلديتها في غارة خلفت دمارا كبيرا، بعد قرابة شهر من بدء حرب مفتوحة ضد حزب الله.

وندد مسؤولون لبنانيون بالهجوم الذي تسبب في مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 50 شخصا في النبطية، قائلين إنه دليل على أن حملة إسرائيل على جماعة حزب الله تتحول الآن لاستهداف الدولة اللبنانية.

وقال الجيش الاسرائيلي وفق موقع واي نت إن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت مستودع أسلحة لحزب الله في منشأة تحت الأرض في أول ضربة منذ ستة أيام حيث أطلق المتحدث أفيخاي أدرعي تحذيرات بإخلاء مباني على الفور مشددا على أنها كانت بالقرب من منشآت حزب الله المستهدفة بالتدمير.
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية أثرت على أكثر من ربع لبنان، بعد أسبوعين من بدء إسرائيل توغلاتها في جنوب البلاد والتي تقول إنها تهدف لإبعاد مسلحي جماعة حزب الله.

وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان أمس الثلاثاء إن مسؤولين أميركيين أكدوا لبلاده أن إسرائيل ستخفف حدة ضرباتها على بيروت وضاحيتها الجنوبية.
ولم تضرب إسرائيل الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، عندما أسفرت ضربتان بالقرب من وسط المدينة عن مقتل 22 شخصا وهدم مبان بالكامل في حي مكتظ بالسكان.
وقالت مصادر أمنية لبنانية في ذلك الوقت إن المسؤول في حزب الله وفيق صفا كان الهدف لكنه نجا. ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل.
وتسعى بعض الدول الغربية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار بين الجانبين، وكذلك في غزة، لكن الولايات المتحدة تقول إنها تواصل دعم إسرائيل وقررت أن ترسل إليها نظاما مضادا للصواريخ وقوات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أمس إن الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الضربات التي وقعت في الآونة الأخيرة.
وقال للصحفيين “عندما يتعلق الأمر بنطاق وطبيعة حملة القصف التي شهدناها في بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية، فهذا شيء أوضحنا لحكومة إسرائيل أننا نشعر بالقلق تجاهه ونعارضه”، مستخدما لهجة أكثر صرامة من تلك التي اعتادت واشنطن استخدامها حتى الآن.

وتكثف إسرائيل ضغوطها على حزب الله منذ أن بدأت توغلاتها في لبنان بعدما قتلت قادة وزعماء من الجماعة، على رأسهم الأمين العام السيد حسن نصرالله الشهر الماضي في أكبر ضربة للجماعة منذ عقود.

وذكر بيان إسرائيلي أن نتنياهو قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية أمس إنه يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال إنه “فوجئ” بنية ماكرون عقد مؤتمر حول لبنان.

حزب الله يقصف صفد ويفتاح ومربضي مدفعية شمال إسرائيل
حزب الله يقصف صفد ويفتاح ومربضي مدفعية شمال إسرائيل

وقال مكتب نتنياهو في بيان منفصل “تذكير للرئيس الفرنسي: لم يكن قرارا من الأمم المتحدة الذي أنشأ دولة إسرائيل، بل النصر الذي تحقق في حرب الاستقلال…”.
ولم يرد قصر الإليزيه بعد على طلب للتعليق. وكان الخلاف قد دب بين الطرفين من قبل، لأسباب من بينها دعوة ماكرون لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. ووسط تعثر الجهود الدبلوماسية، يستمر القتال.

وقد قتل ستة أشخاص على الأقل الأربعاء بينهم مسؤول محلي جراء غارة اسرائيلية استهدفت مقري بلدية النبطية واتحاد بلدياتها في جنوب لبنان، في إطار أكثر من عشر غارات متزامنة طالت المدينة ومحيطها، وفق مسؤولين.
وأفادت محافظة النبطية هويدا الترك عن “11 غارة إسرائيلية على المنطقة، طالت بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكلة ما يشبه حزاما ناريا”.
وطالت إحدى الغارات مقري بلدية النبطية واتحاد بلدياتها بينما كان رئيس البلدية أحمد كحيل مجتمعا مع خلية الأزمة التي تتابع يوميا شؤون السكان، وفق الترك.

وقالت الترك عبر الهاتف “استُشهد رئيس بلدية النبطية وأعضاء” من فريق عمله، مضيفة “إنها مجزرة”.
وأحصت وزارة الصحة مقتل ستة أشخاص في الغارة على مبنيي البلدية واتحاد بلدياتها، مشيرة الى أن عمليات رفع الأنقاض ما زالت مستمرة. وكانت أفادت في حصيلة أولية عن خمسة قتلى.
ونعى الدفاع المدني اللبناني أحد موظفيه في الغارة على بلدية النبطية “حيث كان يتواجد مع زملائه لتأدية واجبهم الوطني والانساني”.
وبحسب الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله، فقد تم نقل عدد من القتلى بينهم طبيبان يعملان في مركز طبي مجاور للبلدية. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الغارات أدت الى دمار مجمع تجاري في سوق النبطية ومبنى يضم مكتبة.

وأظهرت مقاطع فيديو سحب دخان أسود تتصاعد من أنحاء عدة من المدينة بشكل متزامن إثر الغارات الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه نفّذ “سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف الإرهابية لحزب الله في منطقة النبطية” تشمل “بنى تحتية ومراكز قيادة لحزب الله ومخازن أسلحة واقعة بالقرب من بنيى تحتية مدنية”.
وهذه ثاني مرة تُستهدف فيها المدينة منذ السبت، حين أدت غارة اسرائيلية الى تدمير السوق التجارية الرئيسية في المدينة. وأدان ميقاتي الغارات الإسرائيلية على مدينة النبطية، وقال إنها استهدفت عن “قصد” اجتماعا للمجلس البلدي.

وقالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس – بلاسخارت من جهتها الأربعاء إنه يتعين “حماية المدنيين في جميع الأوقات” على خلفية سلسلة الغارات على النبطية.
وتقع مدينة النبطية، وهي مركز محافظة تحمل الاسم ذاته على بعد حوالى 13 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية مع اسرائيل.
وتضمّ مؤسسات رسمية وتجارية كبرى ومستشفيات عامة وخاصة إضافة الى جامعات رسمية وخاصة. ولطالما شكلت مقصدا لسكان المناطق المجاورة.

وبقيت المدينة التي تعد من معاقل حزب الله وحليفته حركة أمل، بمنأى عن الضربات الإسرائيلية الى حد كبير منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع إسرائيل قبل عام.
وقال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إنه أسر ثلاثة أعضاء من قوة الرضوان، وهي قوة النخبة التابعة لحزب الله، واقتادهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم. ولم تصدر الجماعة اللبنانية أي تعليق بعد.

ستة قتلى بينهم رئيس بلدية النبطية في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان
ستة قتلى بينهم رئيس بلدية النبطية في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان

وقال نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم في وقت سابق من الثلاثاء إن الجماعة المدعومة من إيران قررت “معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدو”، في إشارة إلى إسرائيل، لكنه دعا أيضا إلى وقف إطلاق النار.
وقال قاسم في خطاب مسجل “بعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وتُرسم الخطوات الأخرى”.

ولم يرد تعليق حتى الآن من إسرائيل التي تقول إن عمليتها في لبنان تهدف إلى ضمان عودة عشرات الآلاف الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في شمال إسرائيل بسبب هجمات حزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من اليوم الأربعاء إنه رصد طائرتين مسيرتين تعبران من لبنان إلى إسرائيل بعد انطلاق صفارات الإنذار التي دوت في الجليل الأعلى. وأضاف أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وأعلن الحزب فجر الأربعاء، أنه قصف بدفعات صاروخية مدينة صفد ومستوطنة يفتاح ومربضي مدفعية في منطقتي دلتون وديشون شمال إسرائيل مضيفا في سلسلة بيانات، إن مقاتليه قصفوا مدينة صفد “بدفعة صاروخية كبيرة” كما استهدفوا مستوطنة يفتاح بدفعة صاروخية.

وأضاف أن مقاتليه قصفوا أيضا مربضي مدفعية “للعدو الإسرائيلي” في منطقتي ديشون ودلتون بدفعتي صواريخ.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، قتلت الغارات الإسرائيلية 2350 شخصا على الأقل خلال العام الماضي وأصابت ما يقرب من 11 ألفا، كما نزح أكثر من 1.2 مليون. ولا يفرق هذا الإحصاء بين المدنيين والمقاتلين لكنه يشمل مئات النساء والأطفال.
وتسلط هذه الأرقام الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه اللبنانيون بينما تحاول إسرائيل تدمير البنية التحتية لحزب الله في صراعهما الذي تجدد قبل عام عندما بدأت الجماعة اللبنانية إطلاق الصواريخ على إسرائيل دعما لحماس مع اندلاع الحرب في غزة.

والتركيز الرئيسي للعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان في سهل البقاع شرقا والضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان حيث تقول قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) إن النيران الإسرائيلية أصابت قواعدها في وقائع متعددة وأصابت بعض أفرادها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى