سياسة

إسرائيل تستعد للمرحلة الحاسمة.. ساعة الصفر ضد حزب الله تقترب


 يستعد الجيش الإسرائيلي لشن هجوم محدود على حزب الله في لبنان، وفق إعلام عبري، بعد أن مهَّد خلال الآونة الأخيرة لعمليته العسكرية الجديدة باتهام الجماعة بالسعي إلى إعادة بناء بنيتها العسكرية المتضررة خلال المواجهة الأخيرة التي خرجت منها بخسائر فادحة.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “الغارات الجوية ستستهدف منشآت إنتاج الأسلحة في جميع أنحاء لبنان، وخاصة في سهل البقاع (شرقاً) وبيروت (غرباً)”.

وأكدت أن المواقع المخطط استهدافها “مبنية تحت الأرض أو مخفية بين المباني السكنية، ولديها قدرات أساسية لتحويل الصواريخ الثقيلة غير الموجهة إلى دقيقة عن طريق تعديل رؤوسها الحربية”.

وتأتي هذه الأنباء بينما صعَّد مسؤولون إسرائيليون، في تسريبات لوسائل الإعلام المحلية، من تهديداتهم بشأن شن عملية عسكرية جديدة ضد حزب الله، رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وبحسب الصحيفة، “تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حزب الله لا يزال يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ” بمختلف أنواعها، مضيفة أنه منذ نهاية الحرب وسريان اتفاق وقف إطلاق النار “أنتجت الجماعة الشيعية آلاف الطائرات المُسيَّرة الجديدة بما فيها المتفجرة”.

وأضافت “تستعيد قوات حزب الله قدرتها على شن توغل بري داخل إسرائيل من خلال وحدة الرضوان (النخبة) التابعة لها. فعلى الرغم من وقف إطلاق النار، عاد الحزب تدريجياً إلى مواقع أقرب إلى الحدود”.

وتابعت “لم تستعد الجماعة مواقع التمركز الكبيرة التي كانت تحتفظ بها سابقاً على طول السياج، لكن عناصر وحدة الرضوان أعادوا تمركزهم في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود، بما في ذلك في مدن كبيرة مثل النبطية” جنوباً.

ولفتت إلى أن “الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتفظ بخمسة مواقع في جنوب لبنان، تمتد على طول حوالي 135 كيلومتراً من الحدود، من جبل دوف (مزارع شبعا المحتلة) إلى رأس الناقورة”.

وأوضحت أن تلك المواقع “تقع على طول خط التماس، على بُعد ما بين 500 و1000 متر من السياج الحدودي”، مشيرة إلى إعلان الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح حزب الله، مضيفة أنه “مع مرور الوقت، اكتشف الجيش الإسرائيلي أن المهمة تسير ببطء”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، لم تسمهم، أنّه “مقابل كل منصة إطلاق صواريخ يستولي عليها الجيش اللبناني من حزب الله، تُحوَّل منصة أخرى إلى منظومة صواريخ في البقاع”.

وأكد المسؤولون أن “هناك قدراً كبيراً من التعامي والتعاون المُتعمَّد في هذه العملية الطويلة التي يُطلق عليها اللبنانيون اسم: درع الجنوب”، متابعين “عملياً، يجب أن نواصل ضرب مواقع إنتاج الأسلحة مراراً وتكراراً، مثل مصنع الأسلحة الاستراتيجي في البقاع الذي ضربناه هذا الأسبوع للمرة التاسعة منذ بدء وقف إطلاق النار”.

والاثنين الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع لحزب الله في منطقة البقاع، مؤكداً أنها تشمل “بُنى تحتية داخل موقع لإنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية”.

وقالت الصحيفة “مثال آخر حدث في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما دمَّرت قوات من اللواء 769 عدة مبانٍ في قرية الحولة، بعد اكتشاف استخدامها من قبل حزب الله”، وفق ادعائها.

وأضافت “كان الجيش الإسرائيلي سيطر على الحولة وطهَّرها خلال مرحلة المناورة القصيرة من عملية (سهام الشمال) العام الماضي، حيث عُثر على عبوات ناسفة قديمة، لكن الحزب لم يتردد في ترميمها لعمليات مستقبلية”.

وقالت الصحيفة إن قوات الجيش الإسرائيلي قتلت نحو 20 عنصراً من الجماعة منذ بداية نوفمبر الجاري، في سلسلة غارات جوية.

اليونيفيل تُدين ”انتهاكات” إسرائيلية

وفي سياق متصل، كشفت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” اليوم الجمعة، عن قيام الجيش الإسرائيلي ببناء جدارين داخل الأراضي اللبنانية، معتبرة ذلك انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

وقالت اليونيفيل، في بيان نشرته على صفحتها في منصة “إكس”، إن عناصرها قاموا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمسح جغرافي لجدار خرساني أقامه الجيش الإسرائيلي على شكل حرف “تي” بالإنجليزية جنوب غرب بلدة يارون، جنوبي لبنان.

وأضافت أن المسح “أكد أن الجدار تجاوز الخط الأزرق” المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، “ما جعل أكثر من 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني”، مشيرة إلى أنها “أبلغت الجيش الإسرائيلي بنتائج المسح وطالبته بنقل الجدار المذكور”، دون أن توضح رده.

وتابعت أن عناصرها لاحظوا في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعمال بناء إضافية لجدار آخر يقع جنوب شرق يارون، لافتة إلى أن “المسح أكد أن جزءاً من هذا الجدار تجاوز أيضاً الخط الأزرق”.

وشدَّدت اليونيفيل على أن “الوجود الإسرائيلي وأعمال البناء في الأراضي اللبنانية تشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه”.

ويدعو القرار الصادر في 11 أغسطس/آب 2006، إلى وقف العمليات القتالية بين حزب الله وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق.

وجددت اليونيفيل دعوة الجيش الإسرائيلي لاحترام الخط الأزرق بكامله والانسحاب من جميع المناطق الواقعة شماله. والخميس، دعا رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، إلى ضرورة وضع حد لتصعيد إسرائيل العسكري جنوبي بلاده، لما يمثله من “تهديد للاستقرار الإقليمي”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى