سياسة

إسرائيل تركز على قادة فتح ضمن حملتها الاغتيالية في جنوب لبنان


قُتل القيادي في الجناح العسكري لحركة فتح خليل المقدح الأربعاء في غارة إسرائيلية في صيدا بجنوب لبنان، في أول استهداف للحركة الفلسطينية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في اكتوبر/تشرين الأول.

وقالت إسرائيل إنها استهدفت المقدح لارتباطه بالحرس الثوري الإيراني وقيادته هجمات ضدها في الضفة الغربية، بينما اعتبر مسؤول في حركة فتح أن العملية “دليل على رغبة إسرائيل بإشعال المنطقة”.
ونعت كتائب شهداء الأقصى، المقدح، بعد مقتله بضربة اسرائيلية في جنوب لبنان، مشيدة بدوره “الكبير” في دعم العمليات العسكرية ضد اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وأشادت “بالدور المركزي” الذي لعبه “في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى”، وكذلك بـ”دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة الغربية الباسلة”.
وخليل المقدح، هو شقيق القيادي البارز في حركة فتح اللواء منير المقدح الذي يشغل منصب قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان.

وإثر إعلان مقتله، حمّل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في رام الله توفيق الطيراوي إسرائيل مسؤولية “اغتيال” المقدح. وقال لوكالة الانباء الفرنسية إن “قوات الاحتلال تستخدم الدم الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وقودا لإشعال هذه الحرب”.
وإثر الغارة، أكد أمين سرّ حركة الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي أبوالعردات ومصدر أمني لبناني مقتله جراء الغارة الاسرائيلية.
واستُهدفت السيارة على طريق يؤدي الى مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين شرق صيدا التي يقع فيها أيضا مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وإثر تداول نبأ مقتل المقدح، تجمّع العشرات من عناصر فتح الغاضبين داخل مخيم عين الحلوة، على وقع إطلاق رصاص متفرق شجبا لمقتله.

وأكد منير المقدح لقناة “الميادين” التلفزيونية التي تتخذ في بيروت مقرا، مقتل شقيقه. وقال إن “الاغتيالات تزيدنا صلابة”.
وأضاف أن خليل “عميد في حركة فتح، وكان مسؤولاً عن إمداد المقاومة في الداخل الفلسطيني”، مهدداً بالرد على اغتيال شقيقه “في الداخل الإسرائيلي”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه “استهدف” القيادي في كتائب شهداء الأقصى في لبنان خليل المقدح، مضيفا في بيان “قصفت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي خليل حسين المقدح في منطقة صيدا في جنوب لبنان”.
وأضاف أنه وشقيقه اللواء منير المقدح الذي يشغل منصب قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان، “يعملان لصالح الحرس الثوري الإيراني”، و”متورطان في قيادة الهجمات الإرهابية وتهريب الأموال والأسلحة لأنشطة إرهابية” في الضفة الغربية.

وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، أنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء جولته الأخيرة في الشرق الأوسط من دون أن ينجح على ما يبدو في إحراز تقدم باتجاه هدنة، محذّرا إسرائيل وحماس من أن المقترح الأميركي المطروح للتوصل الى هدنة في الحرب المتواصلة بينهما منذ عشرة اشهر، قد “يكون الفرصة الأخيرة”.
وترى الولايات المتحدة أن وقف إطلاق نار في غزة يمكن أن يساهم في تفادي اشتعال المنطقة في ظل مخاوف من شن إيران وحلفائها في المنطقة وفي طليعتهم حزب الله اللبناني، هجوما على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة في طهران في ضربة نسبت الى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشدّد بلينكن مساء الثلاثاء في الدوحة على وجوب التوصل إلى هدنة، مؤكدا أن “هذا الأمر يجب أن يُنجز في الأيام المقبلة، وسنفعل كل ما أمكن لإنجازه”.

وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق على الخطة ودعا حماس الثلاثاء إلى الموافقة عليها أيضا.
ومن المقرّر إجراء محادثات جديدة هذا الأسبوع في مصر بعدما طرحت واشنطن الجمعة “خطة تسوية” خلال المحادثات بين إسرائيل والوسطاء في الدوحة.
وكانت حماس اعتبرت أن المقترح “يستجيب لشروط نتانياهو ويتماهى معها، وخصوصا رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة”.
ودانت الحركة خصوصا “الإصرار” الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف بـ”محور فيلادلفيا”، و”الشروط الجديدة في ملف” المعتقلين الفلسطينيين الذين يفترض أن يتمّ تبادلهم برهائن محتجزين في غزة.

وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو/آيار، ودعت الوسطاء إلى “إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتانياهو مصرّ على الاحتفاظ بالسيطرة على “محور فيلادلفيا”.
وعلّق بلينكن ردا على سؤال حول هذه التقارير، بالقول “منذ بداية النزاع أوضحنا أن الولايات المتحدة لا تقبل أي احتلال طويل الأمد لغزة من جانب إسرائيل”، مضيفا أن المحادثات الأخيرة كانت “واضحة جدا بشأن جدول ومواقع انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وقد وافقت إسرائيل على ذلك”.

ويؤكد نتانياهو عزمه على مواصلة الحرب حتى “القضاء” على حماس، بعد هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أشعل الحرب وتسبّب بمقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40223 شخصا على الأقل، وفق الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين، فيما تؤكد الأمم المتحدة أن معظم القتلى نساء وقصّر.

ومع تواصل تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط خمسة قتلى في غارات إسرائيلية طالت عصر الثلاثاء وفجر الأربعاء جنوب لبنان وشرقه.
وأعلن حزب الله أنه أطلق الثلاثاء “صليات مكثفة من الصواريخ” ومسيّرات انقضاضية على مواقع للجيش الإسرائيلي، فيما أكد الجيش رصد إطلاق حوالى 115 صاروخاً أطلقت من لبنان على شمال إسرائيل والجولان المحتل، من دون ذكر إصابات.

ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، غداة بدء الحرب في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف يوميا. وقال الحزب إنه فتح الجبهة “إسنادا لقطاع غزة”. وتعلن بين الحين والآخر مجموعات أخرى حليفة لحزب الله، بينها حركة حماس، إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل. بينما تنأى حركة فتح إجمالا بنفسها عن العمليات العسكرية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى