سياسة

إسرائيل تتوغل في غزة تحت قصف عنيف


توغلت دبابات إسرائيلية في مناطق بوسط قطاع غزة وجنوبه وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، فيما لا تلوح أي بوادر انفراج مع توعّد إسرائيل بمواصلة حربها لأشهر أخرى.

وتركز القتال في مخيمات البريج والنصيرات وخان يونس وكان مدعوما بغارات جوية مكثفة، مما تسبب في امتلاء المستشفيات بعدد كبير من المصابين الفلسطينيين.

وقالت سلطات الصحة في غزة إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل 165 فلسطينيا وإصابة 250 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة بثها التلفزيون اليوم السبت إن إسرائيل تقاتل على “جميع الجبهات” في حرب ذكر أنها ستستمر شهورا عديدة أخرى حتى تحقيق النصر.

ونشر الهلال الأحمر لقطات مصورة أظهرت مسعفين يهرعون بطفل صغير يغطيه التراب إلى مستشفى ناصر في خان يونس، أكبر وأهم منشأة طبية في جنوب القطاع، الذي كان مكتظا بينما كان أحدهم يهتف بأن الطفل “فيه نفس.. فيه نفس”.

ونزح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب الهجمات المدمرة التي تشنها إسرائيل منذ 12 أسبوعا في أعقاب هجوم حركة حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الهجمات الإسرائيلية أودت بحياة ما لا يقل عن 21672 فلسطينيا وإصابة ما يزيد على 56 ألفا فضلا عن فقدان آلاف آخرين تحت أنقاض المباني المدمرة.

وهناك مخاوف من انتشار الصراع في أنحاء المنطقة بعد جذب أنظار الجماعات المتحالفة مع إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن، والتي تتبادل إطلاق النار مع إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة أو تستهدف سفنا تجارية.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير منازل ومبان سكنية وشركات، فيما توقفت المستشفيات عن العمل. وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية اليوم السبت إن الضربات الإسرائيلية أصابت حماما من القرون الوسطى. كما تعرض الجامع العمري الكبير للقصف في وقت سابق من الحرب.

وقالت حركة حماس اليوم السبت إن “استهداف إسرائيل أغلب المواقع الأثرية والتاريخية في قطاع غزة يستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومعالمه الأثرية”.
وطالبت في بيان المنظمات الدولية المعنية بحماية هذه المواقع “بالوقوف أمام جريمة استهداف جيش الاحتلال المتعمد لأغلب المعالم التاريخية والأثرية في القطاع. ضمن سياق حربه الشاملة ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه وتاريخه”.

وعدت الحركة تدمير هذه المواقع “محاولة بائسة من الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية”. وناشدت “المجتمع الدولي .والأمم المتحدة التحرك لوقف التطهير العرقي الذي يقترفه النازيون الجدد ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ومعالمنا الأثرية الحضارية”.
والجمعة قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن إسرائيل استهدفت ودمّرت أكثر من 200. موقع أثري وتراثي من أصل 325 موقعا في القطاع. وذلك في إطار عدوانها المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل “تتعمد” تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية بغزة. في “استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني”.

وكان زياد، وهو مسعف في المغازي بوسط غزة. يخطط للفرار مع أطفاله الثلاثة. وكان الطريق الوحيد الذي لا يزال مفتوحا أمامهم هو الطريق الساحلي .الذي يمر بدير البلح المكتظة بالفعل بالنازحين.

لكنه قال إنه سيذهب مع أطفاله مباشرة إلى رفح على الحدود مع مصر خوفا من هجوم إسرائيلي جديد على دير البلح. وقال “نريد وقف إطلاق النار الآن وليس غدا. كفى. هذا يكفي ويزيد”.

وقالت كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى. الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. اليوم السبت إن عسكريا إسرائيليا تحتجزه الجماعة في غزة قُتل في غارة جوية إسرائيلية أدت .أيضا إلى إصابة عدد من محتجزيه.

وقال متحدث باسم الكتائب في رسالة صوتية بثها التلفزيون العربي إن الغارة الجوية. وقعت بعد محاولة فاشلة من قوة إسرائيلية خاصة لتحرير العسكري .ولم يقدم تفاصيل عن موعد أو مكان احتجاز هذا العسكري في غزة .وقال إن الكتائب لا تزال تحتفظ بجثته.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت مقتل ضابط وجندي جديدين خلال معارك قطاع غزة. وقال في بيان “قتل الضابط برتبة رائد قسطنطين سوشكو (30 عاما) .وكان مقاتلا في كتيبة الهندسة 7086 التابعة للواء غولاني. حيث سقط في معركة وسط قطاع غزة”.
وأضاف “كما توفي الجندي هرئيل إيتاح (22 عاما) قائد فريق في لواء جفعاتي. متأثرا بجراحه بعد إصابته في 22 ديسمبر/انون الأول المنصرم. في معركة جنوبي قطاع غزة”.
وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة إلى 170 ضابطا .وجنديا و504 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجمعة إن القوات وصلت إلى مراكز قيادة حماس .ومستودعات الأسلحة. ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لجنود يتحركون على الأرض بين أنقاض المباني المدمرة.

وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تخفيف وتيرة الحرب في الأسابيع المقبلة. والتحول إلى شن عمليات تستهدف قادة حماس. وحتى الآن لا تظهر الدولة العبرية أي مؤشرات على فعل ذلك.

وقال وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) .إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وافق الجمعة على بيع المزيد من قذائف المدفعية. وغيرها من العتاد لإسرائيل دون مراجعة مجلس النواب الأميركي ‘الكونغرس’.

وتغلق إسرائيل جميع منافذ الوصول إلى القطاع باستثناء الطرف الجنوبي. حيث طلبت من جميع المدنيين في غزة الانتقال إليه اعتبارا من أكتوبر/تشرين الأول. فيما تقول وكالات الإغاثة إن الإمدادات .التي يُسمح بدخولها من خلال عمليات التفتيش الإسرائيلية ليست سوى نزر يسير من الاحتياجات الهائلة للقطاع.

وذكر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن الحكومة. لا تفرض قيودا على المساعدات الإنسانية وأن المشكلة تكمن في توزيعها داخل غزة.

ومخيمات البريج والنصيرات وخان يونس هي ثلاثة من أصل ثمانية. مخيمات للاجئين الفلسطينيين في غزة تتلقى في الأوقات العادية مساعدات من وكالة غوث .وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا).

وتقدم الوكالة خدمات للفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم عند إعلان قيام إسرائيل عام 1948 ويعيشون في مخيمات في لبنان. وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى