إسرائيل تتهم توماس باراك بالانحياز لمصالح تركيا
اتهمت الحكومة الإسرائيلية سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، بالدفاع عن المصالح التركية في أول انتقادات للمبعوث رغم الدور الذي يلعبه الأخير سواء على الساحة السورية أو اللبنانية للحفاظ على أمن الدولة العبرية ونزع سلاح مجموعات مناوئة لها مثل حزب الله اللبناني.
ويظهر حجم الغضب الإسرائيلي من براك الذي دعم بشكل كبير الرئيس السوري احمد الشرع وكان له دور كبير في عقد اتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” كما ارتبط بعلاقات وثيقة مع تركيا.
ونقل موقع “والّا” الإسرائيلي، الثلاثاء، عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن تل أبيب تشعر بقلق شديد إزاء تصريحات باراك مضيفا “باراك يتصرف كما لو كان سفير تركيا، ويؤثر سلبًا على ما يجري في الشرق الأوسط”.
باراك يتصرف كما لو كان سفير تركيا
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعتبر باراك “عنصرًا يتصرف بعداء تجاه إسرائيل”، مشيرًا إلى أنه “يتأثر بشكل مفرط بالمصالح التركية في سوريا ويتصرف كسفير يخدم مصالح أنقرة”.
وذكر التقرير تصريحات باراك التي أدلى بها قبل أيام في العاصمة القطرية الدوحة، حيث قال “قد تدّعي إسرائيل أنها دولة ديمقراطية، ولكن ما يعمل في الواقع بشكل أفضل في هذه المنطقة هو نظام ملكي خيري”.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تستثمر في الكوادر المؤيدة لها ضمن الدائرة المحيطة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايك وولز.
ويظهر جليا حجب التباين والاختلاف في السياسات بين إسرائيل والولايات المتحدة على الساحة السورية حيث طالبت واشنطن مرارا من الدولة العبرية خفض التصعيد في سوريا ووقف خروقاتها خاصة بعد اللقاء الذي جرى بين الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي.
وتحدث باراك في مقابلة له مع شبكة “ذو نايشن” بإيجابية عن السلطة الجديدة في دمشق ورأى أنها أنهت “خمسين عاما من الفظائع” وتسعى لاعتماد نهج تعاوني بعد انضمامها للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مشيرا إلى أن الحل، من وجهة نظره، يحتاج إلى اتفاق أمني وحدودي مع إسرائيل قد يفتح لاحقاً الباب أمام تسوية أوسع.
ولم يخفي المبعوث الأميركي مخاوفه من تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية فيما تبرر حكومة بنيامين نتنياهو نهجها بمخاوف امنية من السلطات السورية الحالية وخاصة تبنيها الأفكار الإسلامية المناهضة لإسرائيل.
وكان مسؤولان أميركيان قالا الشهر الجاري إن نتنياهو سيدمر نفسه ويحوّل حكومة دمشق إلى “عدو” في حال استمرار الهجمات على الأراضي السورية في أول انتقادات أميركية لسياسة الدولة العبرية في الإصرار على التصعيد.
وشددا على أن إدارة الرئيس ترامب تشعر بالقلق من احتمال أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية إلى زعزعة استقرار سوريا، وتقويض آفاق اتفاق أمني محتمل بين الجانبين ما يشير لحجم الخلافات.
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية ـ سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/كانون الأول 2024 لكن ذلك لم يوقف الهجمات الإسرائيلية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اعتبر، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن تل أبيب ليست على مسار السلام مع سوريا فيما وجه نتنياهو انتقادات حادة للرئيس السوري أحمد الشرع، متهمًا إياه بالسعي إلى “جلب قوات روسية إلى الحدود السورية الإسرائيلية” في أعقاب زيارة تاريخية أجراها الشرع إلى واشنطن.
ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.







