قُتل سبعة مدنيين الأحد في قصف جوي استهدف قرية القطينة في ولاية النيل الابيض، على ما أفاد ناشطون مؤيدون للديمقراطية في السودان الذي يشهد حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.
ويأتي هذا القصف لأول مرة، منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع، على قاعدة جبل أولياء العسكرية أقصى جنوب الخرطوم، ثم تمددت نحو ولاية النيل الأبيض حتى سيطرت على مدينة القطينة في 22 ديسمبر الماضي.
وقالت “لجنة المقاومة” المحلية التي تدير التعاون بين سكان هذه القرية التي تقع على مسافة 75 كلم جنوب الخرطوم، إن “سبعة مدنيين من قرية القطينة قتلوا في قصف لسلاح الجو”.
ويرى مراقبون أن استمرار الجيش في استهداف المدنيين في ولاية النيل الأبيض الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع هدفها إجبار المواطنين على النزوح مرة أخرى، هذا فضلا عن محاولات التغطية على الخسائر التي مني بها آخرها ولاية الجزيرة.
ويشهد السودان منذ 15 ابريل حربا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وفق تقديرات منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد)، وهي حصيلة يُعتقَد أنها تبقى دون الفعلية.
وأضرم مجهولون النار في المقر الرئيسي للكنيسة الانجيلية المشيخية بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط شرق البلاد)، الجمعة، ما أحدث أضراراً بالغة طالت المبنى بدون سقوط ضحايا.
وقضى الحريق على مستندات رسمية، فيما اتهم المتحدث باسم الجيش السوداني الأحد قوات الدعم السريع بـإحراقها.
ونقل موقع “سودان تربيون” الأمين العام للكنيسة الانجيلية القس يوسف مطر قوله “تم إبلاغنا بأن جهات تعمدت احراق الكنيسة الواقعة في حي القسم الأول وسط ود مدني ما أحدث أضراراً بالغة”.
وأوضح أن الحريق وفقًا للمعلومات التي استقاها كان متعمداً وقصد تدمير المنشآت الدينية للطائفة المسيحية وتدمير تاريخ الكنيسة الذي يتجاوز المائة عام بعد أن قضى الحريق على المكتبة الرئيسية التي تحوي مستندات تاريخية علاوة على تدمير الصالة الكبرى.
ولم يستبعد القس أن يكون من قام بهذه الحادثة قصد إشاعة الكراهية الدينية وتأجيج الفتنة بين الطوائف، ورجح أن يكون وراء الحادثة متطرفون إسلاميون أو متطرفين.
وسيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني، منذ 18 ديسمبر الماضي بدون أدنى مقاومة من قوات الجيش التي انسحبت بعد يقينها بخسارة المعركة.
كما أدت الحرب الدائرة منذ تسعة أشهر إلى نزوح نصف مليون شخص جنوباً، في هذه الولاية الزراعية التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن العنف.
لكن قوات الدعم السريع التي تسيطر على غالبية العاصمة، حققت تقدما ميدانيا على حساب الجيش في الآونة الأخيرة، على طول الطريق السريعة التي تربطها بود مدني.
وفي 15 ديسمبر، هاجمت القوات المذكورة ود مدني، مما دفع أكثر من 300 ألف شخص إلى النزوح مرة أخرى داخل ولاية الجزيرة وباتجاه ولايتي سنار والقضارف المجاورتين أيضاً.
كما تسبّبت المعارك بين الحليفين السابقين بنزوح أكثر من سبعة ملايين شخص داخل وخارج البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
وأخفقت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إجراء مفاوضات سلام، والتي تبذلها خصوصا الولايات المتحدة والسعودية، ومؤخراً الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا “إيغاد”.
ومنذ اندلاع الحرب يعجز أي من الطرفين عن ترجيح كفته، وهما في الوقت نفسه لا يبديان استعدادا لتقديم تنازلات على طاولة مفاوضات. لكن قوات الدعم السريع حققت مكاسب ميدانية منذ أشهر في مواجهة مقاومة ضعيفة للجيش.