سياسة

إريتريا تدعم الرئيس الصومالي بتدريب الجنود وتهريب الأسلحة


ينتظر الصوماليون منذ أشهر إجراء الانتخابات التي كان من المقرر إجراء التشريعية منها في نهاية العام المنصرم، لكن الخلافات السياسية فرضت التأجيل عن موعدها لأجل غير مسمى حتى الآن، بينما الانتخابات الرئاسية يفترض أن تجرى في 8 من فبراير المقبل.

ويقول خبراء إن التدخلات الدولية والإقليمية ستكون حاضرة بقوة في المشهد الانتخابي الصومالي، بحكم تعدد أجندات القوى المنخرطة في البلاد، التي تهدف لتعظيم مصالحها الاستراتيجية هناك، ليبرز العامل الخارجي كمؤثر قوي في تلك الانتخابات، بحيث تسعى تلك القوى إلى تمكين حلفائها من السلطة في الصومال.

ولأن المعارضة في الصومال، والتي تتمثل في بعض الولايات الإقليمية، والأحزاب السياسية (أكثر من 63 حزباً)، ويقود أبرزها سياسيون سابقون بارزون، إضافة إلى المستقلين الذين يتمتعون برصيد شعبي مقبول، تلعب دوراً فعالاً في المشهد السياسي، وتملك صدى ملحوظاً لدى الرأي العام الداخلي، حيث تقوم بتحركات رسمية وشعبية في الداخل والخارج، كما أن لديها حضوراً بارزاً في المشهد الإعلامي المحلي ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتحاول قوى المعارضة تشكيل تحالفات مضادة للنظام الحاكم، مثل منتدى الأحزاب الصومالية، في إطار مساعيها لتوحيد جهودها في مواجهة الرئيس محمد عبد الله فرماجو في الانتخابات المقبلة، بالرغم مما تواجهه من تضييق حكومي على نشاطاتها.

وهنا يبرز دور بعض القوى الخارجية، كإريتريا، التي تعمل على تدريب الجنود الصوماليين سرا، منذ العام الماضي، وكانت بعض العائلات الصومالية أشارت في الأشهر الماضية عبر وسائل الإعلام المحلية إلى انقطاع أخبار أبنائها، الذين قالت الحكومة الفيدرالية إنهم أرسلوا إلى دولة قطر لتلقي التدريبات العسكرية، لكن العائلات أبلغت في وقت لاحق أنهم أرسلوا للتدريب في إريتريا، التي تربط علاقات وطيدة رئيسها إيساس أفورقي بالرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو.

القوات التي ترسلها الحكومة الصومالية سرا إلى إريتريا أو قطر أثارت شكوكا كثيرة، وأبدى بعض السياسيين والنواب في البرلمان الصومالي عن قلقهم من استخدامها في أغراض غير قانونية خاصة وأن عودتها تزامنت مع قرب الانتخابات الفيدرالية الصومالية، حيث إنها قد تكون موجهة ضد قوى المعارضة.

وفي هذا السياق، كتب الباحث السياسي توني دوهيوم في تغريدة على حسابه بتويتر: قد يضطر الصوماليون إلى تأجيل الانتخابات بسبب الفوضى المحاكاة التي تمارسها ميليشيات فرماجو التي تمولها الدوحة، والنظام القطري كان ولا يزال يدعم الرئيس الصومالي من خلال إريتريا مع تدريب إريتريا لميليشيات فرماجو بنفوذ إيراني.

دور إريتريا لا يتوقف عند هذا الحد، بل أصبحت أرضا خصبة لتمويل وتهريب الأسلحة إلى فرماجو، ولعل أكثر الحالات شهرة كانت مصادرة شحنة تحتوي على ما لا يقل عن 25 ألف مسدس تركي في عام 2017 في ميناء كيسمايو في الصومال. وقد اشترى مواطن سوداني هذه المسدسات لبلاده، لكنه أرسلها إلى أسمرة في إريتريا، ثم أعاد استيرادها براً إلى السودان، حيث كان إدخالها بهذه الطريقة أسهل. وفي الواقع، رست السفينة التي كانت على متنها الشحنة في ميناءٍ في إريتريا، لكن الأسلحة ظهرت لسبب غير مفهوم في الصومال، وحالات كثيرة غيرها تم كشفها.

ويقول متابعون إن تصالح إريتيريا والصومال لا يعني أن يكون على حساب دماء الصوماليين، وأن اريتيريا أصبحت خطرا على الشعب الصومالي بدعمها لفرماجو، مطالبين من المعارضة والسفارات الأجنبية والمنظمات الحقوقية بوقف تلك التدخلات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى