إدانة قتلة الزواري.. أحكام مؤبد غيابية في قضية الاغتيال
أصدرت محكمة تونسية، أحكاما بالسجن مدى الحياة بحق المتهمين الـ11 باغتيال محمد الزواري مهندس الطيران التونسي عضو “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، الذي طور طائرات مسيرة استخدمتها الحركة في حربها مع اسرائيل عام 2014.
وأعلن الحكم عضو هيئة الدفاع مختار الجماعي، عبر صفحته بمنصة فيسبوك مساء الثلاثاء، عقب جلسة في الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة.
وقال الجماعي إن المحكمة أصدرت “أحكاما مؤبدة (مدى الحياة) على متهمين لم يحضر منهم أحد، وجميعهم في حالة فرار”. وحوكم المتهمون الـ11 بتهمة القتل العمد لمحمد الزواري.
وبحسب السلطات التونسية في وقت سابق فإن المتهمين هم إيريك ساراك وآلان كامزيتش، وهما المنفذان ويحملان جنسية البوسنة، بالإضافة إلى 6 أجانب آخرين و3 تونسيين.
والزواري كان في الـ49 من عمره عندما اغتيل في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أمام منزله بمدينة صفاقس جنوبي تونس، بينما كان يستعد لركوب سيارته.
وأطلق المنفذون 20 رصاصة على الزواري، الذي كان يعمل وقتها على مشروع لنيل درجة الدكتوراه عن إنشاء غواصة مسيّرة. وعقب اغتياله، أعلنت حركة حماس انتماء الزواري لجناحها العسكري كتائب القسام، وإشرافه على مشروع تطوير طائرات مسيّرة باسم أبابيل1.
واتهمت الحركة آنذاك جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) باغتياله، وعادة ما تلتزم تل أبيب الصمت في عمليات الاغتيال الكثيرة التي ترتكبها.
والزواري مهندس طيران ومخترع تونسي درس الهندسة وعمل طيارا وتسبّب نشاطه الطلابي في الحركة باعتقاله عدة مرات خلال فترة حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وكان عضواً في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة في مدينة صفاقس.
وفي العام 1991، فرّ إلى ليبيا، وقضى هناك ستة أشهر قبل الانتقال إلى سوريا، وقضى فيها المدة عينها، وتزوج من سورية.
وأقام الزواري ستة أعوام لاجئاً في السودان، ثم انتقل إلى السعودية ليبقى فيها شهراً واحداً، قبل أن يعود إلى سوريا ليعمل في شركة صيانة.
وانضم الزواري إلى القسام، عام 2006، ليبدأ العمل على مشروع صناعة طائرة من دون طيار، بالتعاون مع ضابط كبير في الجيش العراقي. وأطلق على الطائرة اسم “إس إم”، نسبة إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واسم الضابط العراقي نفسه.
وبحلول الحرب الإسرائيلية مع غزة عام 2008، كان الزواري قد أنجز 30 طائرة من دون طيار بالتعاون مع فريق متخصص من القسام.
وقضى الزواري بين 2012 و2013 تسعة أشهر في قطاع غزة، ليستكمل هناك مشروعه، وليشرف على طائرة “أبابيل1” التي استخدمتها القسام خلال الحرب مع إسرائيل صيف عام 2014.
وزار الزواري مع فريق من مهندسي القسام إيران، والتقى خبراء مختصين في مجال صناعة الطائرات من دون طيار.
وعاد إلى تونس بعد سقوط نظام بن علي إثر الثورة التونسية عام 2011، وهناك تخرج من المدرسة الوطنية لمهندسين بصفاقس عام 2013، وكان مشروع تخرجه اختراع طائرة من دون طيار. واشتغل مديرا فنيا في إحدى شركات الهندسة الميكانيكية، وأستاذا جامعيا في المدرسة الوطنية للمهندسين.
وتفيد مصادر بأنه كان طيارا في شركة الخطوط الجوية التونسية، وأسس وترأس “نادي طيران الجنوب النموذجي بصفاقس”، وكان يدرب فيه الشباب التونسي على تصنيع الطائرات من دون طيار، وفيه صنع مسيّرة جوية عام 2015.
وجرّب مسيّرته بمنطقة سيدي منصور التابعة لبلدية صفاقس، كما كان عضوا في “نادي علوم وقيادة”.
وكان تمويل النادي والتدريب يتولاه الزواري، الذي علّم الطلاب طرق تصنيع الطائرات بأبسط المواد.
وبعد تمكنه في مجال المسيّرات الجوية، قرر الزواري العمل على تصميم غواصة تعمل بالتحكم عن بُعد، وتطوير المسيّرات البحرية كذلك.
وأطلقت حركة حماس اسم “الزواري” على طائرات مسيّرة انتحارية استخدمتها خلال الحرب مع إسرائيل في قطاع غزة وغلافها.







