سياسة

إدانات عربية ودولية واسعة لطلب إسرائيل إخلاء شمال غزة


نددت دول عربية وهيئات أممية بالإنذار الإسرائيلي لسكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم حوالي (1.1) مليون فلسطيني، بإخلاء منازلهم والنزوح جنوباً خلال (24) ساعة، وعدم العودة إلّا بأمر إسرائيلي يسمح بذلك، بدعوة “حماية أنفسهم”، إذ اعتبرها الأمين العام لجامعة الدول العربية “جريمة حرب جديدة“.

وخرج آلاف الفلسطينيين بسيارات أو دراجات نارية أو عربات تجرها الحمير وحتى على الأقدام برفقة أطفالهم، وحملوا بعض مقتنياتهم في أكياس بلاستيكية وبعض الأمتعة، متجهين إلى جنوب قطاع غزة بعد أمر إسرائيلي بالإخلاء.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه الكامل لتهجير السكان من غزة، محذراً من نكبة ثانية، وشدد على “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا بشكل فوري وحمايتهم، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأنّ ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا”.

بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يوم الجمعة: إنّ إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” في قطاع غزة.

وفي 1948 شُرّد وطُرد أكثر من (760) ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبّان قيام دولة إسرائيل.

وحذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من “أيّ محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم”. مؤكداً ضرورة “عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين“، وفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي.

وحذّر الملك كذلك من “انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة“. مؤكداً “ضرورة حماية المدنيين الأبرياء من الجانبين. انسجاماً مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنّ مطالبة إسرائيل لسكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه يُعدّ “جريمة حرب جديدة”.

وندّدت وزارة الخارجية التركية بطلب إسرائيل من سكان مدينة غزة إخلاء منازلهم، واعتبرته “غير مقبول”، وقالت في بيان: إنّ “طلب جيش إسرائيل من سكان شمال غزة الانتقال إلى جنوب غزة خلال (24) ساعة لا يمكن قبوله بأيّ شكل من الأشكال”.

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ “قطع المياه والكهرباء والغذاء عن مليوني شخص محاصرين في مساحة (360) كيلومتراً مربعاً يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان الأساسية”.

وحضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة. إسرائيل على تجنب مقتل مدنيين في غزة، رافعاً حدّة لهجته بعد أن عبّر عن تأييده للردّ على هجمات حماس. قائلاً: “لقد طلبنا من الإسرائيليين اللجوء إلى كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين”.

واعتبر البيت الأبيض أنّ إخلاء شمال غزة “مهمة صعبة”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: إنّ الإسرائيليين “يحاولون إبعاد المدنيين من الخطر”. مضيفاً: “إنّها عملية صعبة، إنّهم مليون شخص في محيط حضريّ شديد الكثافة السكانية. إنّها بالأساس منطقة معارك وبالتالي لا أعتقد أنّ أحداً يقلل من تقدير التحدي القاضي بتنفيذ هذا الإجلاء”.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الحصار الإسرائيلي المحكم لقطاع غزة “غير مقبول”. وشبّهه بالحصار النازي لمدينة لينينغراد السوفييتية إبّان الحرب العالمية الثانية.

ورأى بوتين أنّ إسرائيل قد تقوم في غزة بما “يشبه حصار لينينغراد”. مؤكداً أنّ “هذا غير مقبول. أكثر من مليوني نسمة يعيشون فيه، لا يؤيد الجميع حركة حماس”. وأضاف “نفهم منطق الأحداث. لكن رغم كل العنف من الجانبين، علينا أن نفكر في السكان المدنيين”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الجمعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنّ أوروبا تقف إلى جانب إسرائيل التي تملك حق الدفاع عن نفسها في مواجهة “الفظائع التي ارتكبتها حماس”.

وأكدت فون دير لاين: “حماس هي المسؤول الوحيد عمّا يحدث. ما قامت به الحركة لا علاقة له بالتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني“. مضيفة: “هذا الاعتداء هو الأكثر بشاعة ضد اليهود منذ المحرقة”.

وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة من أنّ هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل لا يبرر تدمير قطاع غزة.
 

وأكد أبو الغيط، بحسب ما نشرته الجامعة على منصة (إكس). في خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة على أنّ “اتفاقية جنيف الرابعة تحظر على القوة القائمة بالاحتلال مباشرة نقل قسري للسكان”.

وقال: إنّ “ما تقوم به إسرائيل لا يُعدّ عملية عسكرية مخططة…، وإنّما هو عمل انتقامي بشع باستخدام غاشم للقوة العسكرية لمعاقبة المدنيين والسكان”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى