سياسة

إخوان تونس واستدعاء الخارج: مساعٍ بائسة تتكرر دون نتائج


برغم الرفض الشعبي والفشل السياسي والانتخابي الذي عاشه الإخوان بتونس، مازالت الجماعة تحاول دون يأس التسلل إلى المشهد التونسي بأمل تخفيف الملاحقات الأمنية ضدها، فقد استعانت، مؤخرا، بصفة “البرلمان التونسي” المنحل منذ قرارات 25 تموز / يوليو 2021، للضغط من أجل الإفراج عن رئيس حركة النهضة (الذراع السياسية للجماعة) راشد الغنوش.

وسعيا لتأليب الرأي العام الدولي ضد الدولة التونسية، وجه الإخواني ماهر مذيوب، البرلماني السابق في مجلس النواب المنحل، رسالة إلى رئيس وأعضاء الدورة الـ70 للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، زعم فيها أن “راشد الغنوشي يتعرض لاضطهاد، وأن ما حصل له يعد ضربة موجعة لقيمنا المشتركة، وتهديدا جديا للاستقرار في تونس، ونموذجها المجتمعي الملهم”.

وحذر في رسالته التي نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ونقلها موقع “العين الإخبارية” من أنه: “حرصا على عدم تحول تونس إلى مصدر إحباط أو بؤرة لعدم الاستقرار في المنطقة فإنه يطالب الجمعية البرلمانية لحلف الناتو بتحمل المسؤوليات الأخلاقية تجاه زملائهم البرلمانيين التونسيين المضطهدين”.

وطالب -كذلك- بـ”الضغط للإفراج الفوري عن المعتقلين، ودعم جهود تخفيف التوتر السياسي والاجتماعي، وضمان حق الشعب التونسي في العيش بكرامة”.

ويقبع الغنوشي في السجن بعد صدور مذكرتي إيداع بالسجن بحقه، الأولى بتهمة “التآمر على أمن الدولة بعد دعوة أنصاره للوقوف ضد حل برلمان الإخوان”، والثانية بتهمة “التجسس والتخابر وتهديد أمن الدولة”، التي تعرف إعلاميا بـ”إنستالينغو”.

ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن حركة النهضة رغم دخولها في العمل السري منذ الإعلان الرسمي بفوز قيس سعيّد في الانتخابات الرئاسية التي انتظمت في السادس من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، فإنها ما زالت تتحرك خارج البلاد.

من جانبه، قال الناشط والمحلل السياسي التونسي عبدالكريم المحمودي في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن حركة النهضة التي غابت كليا من الساحة السياسية ما زالت تتحرك من خارج البلاد، مشيرا إلى أن تلك الحركة “احترفت سياسة الاستقواء بالخارج بعدما تأكدت من اللفظ الشعبي ونبذ التونسيين سياساتها”.

وأوضح أن “محاولات الاستقواء بالخارج التي تقوم بها حركة النهضة لن تجدي نفعا، بعد أن فهمت القوى الخارجية أن منظومة الإخوان قد لفظها الشعب التونسي”.

بحسب المحلل السياسي التونسي فإن ماهر مذيوب ما زال يعتبر نفسه برلمانيا حاليا، ويدون في مراسلاته بأنه يتحدث باسم البرلمان التونسي، رغم حل برلمانهم في 25 تموز / يوليو 2021، وإرساء برلمان جديد سنة 2023، إلا أنه غير واع وغير مدرك للحقيقة.

يُذكر أن الإخوان منيت بخسارة مدوية في الانتخابات الرئاسية، إثر فشل مرشحها العياشي زمال السجين منذ فترة في الوصول إلى جولة انتخابية ثانية ضد منافسه الرئيس قيس سعيد الذي حسم السباق الرئاسي من الجولة الأولى بنحو 90% من أصوات الناخبين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى