مجتمع

مثير جدا .. إحياء الأنفس بعد الوفاة: تقنية التجميد تحقق الحلم العلمي


ابتكرت مؤسسة Alcor Life Extension Foundation في الولايات المتحدة، مشروعًا فريدًا، يعتمد على “تبريد الجثث” أو “الكرينوكس”.

و”الكرينوكس” ممارسة للحفاظ على الحياة عن طريق تجميد الجثث في درجات حرارة منخفضة للغاية. والهدف من الحفاظ على الجثث، إمكانية إحياؤها مستقبلا من خلال التقدم التكنولوجي.

وبالفعل، سجل أكثر من 5500 شخص أنفسهم في المؤسسة، ويوجد 500 جثة في مخزنها، وذلك على أمل أن يجدوا أنفسهم أحياء بعد سنوات. 

ماذا يحدث لجسم الإنسان عندما يتجمد؟

عندما يتجمد جسم الإنسان، تمتلئ الخلايا ببلورات الثلج، التي تتوسع وتُكسّر جدار الخلية. وبمجرد تسخين جسم الإنسان يتحول إلى “هريسة”. لذلك ليس من المفترض أن يتم تجميد البشر. لكن التقدم الطبي في الآونة الأخيرة جعل من التجميد حقيقة واقعة.

وأحد أوجه هذا التقدم هو “التزجيج”. وتتضمن عملية “التزجيج” إزالة الدم بمحلول واقٍ، مما يمنع تكوين بلورات الثلج في الخلايا. بمجرد استبدال الدم، يتم تبريد الجسم إلى -196 درجة مئوية ويتم تخزينه في حاوية معدنية محكمة الغلق مملوءة بالنيتروجين.

وتأمل مؤسسة “ألكور” أن تجعل التطورات الطبية المستقبلية إمكانية إحياء هؤلاء الأشخاص المتجمدين، ممكنة. وبحسب التقارير، فإن هناك أكثر من 500 شخص قاموا بتجميد أنفسهم بالفعل وأغلبهم من أمريكا.

على ماذا تعتمد مؤسسة “ألكور”؟

تمتلك مؤسسة “ألكور” نظامًا للصناديق الاستئمانية يضمن وجود أموال كافية لتحمل تكلفة رعاية الجثث المحفوظة. عادةً ما يقوم الأشخاص الذين يختارون الحفاظ على أجسادهم بالتمويل عن طريق شراء التأمين على الحياة وجعل شركة “ألكور” هي المستفيد.

ولطالما أغرت فكرة “الخلود” البشر، وهو ما دفع أكثر من 5500 شخص للتسجيل في “ألكور” للحصول على هذه الفرصة، آملين أن يستيقظوا مجددا في المستقبل ليكونوا جزءا منه. 

وفي 2018

خلف ألواح من الزجاج الواقي من الرصاص داخل بناية نائية فيصحراء أريزونا الأميركية، يجري الاحتفاظ بجثامين 153 شخصا على أمل واحد، ألا وهو إعادتهم إلى الحياة من جديد.

وتصطف الجثامين داخل هذا المبنى في وضعية مقلوبة على رؤوسها، بل وفي بعض الحالات لا يتبقى منها سوى الرؤوس فقط، حيث يتم تبريدها إلى درجة حرارة 196 تحت الصفر داخل أنابيب ضخمة من الصلب تحتوي على النتروجين السائل.

ومن بين الرؤوس التي يتم الاحتفاظ بها داخل مؤسسة ألكور لتمديد الحياة في مدينة سكوتسديل، رأس ماثرين ناوفاراتبونغ، وهي طفلة في الثانية من عمرها كانت مصابة بسرطان المخ وأعلنت وفاتها في يناير عام 2015.

وقرر والداها وهما متخصصان في مجال الهندسة الطبية، تجميد مخها أملا في أن تستطيع علوم المستقبل إعادتها للحياة مرة أخرى وزراعة جسم جديد لها.

ويقر ماكس مور رئيس مؤسسة ألكور ومديرها التنفيذي بأن تقنيات التجميد العميق، ويقصد بها الاحتفاظ بالجسم في درجات حرارة بالغة الانخفاض من أجل إعادته للحياة في المستقبل، والتي تستخدم مع الحالات المرضية الميؤوس من شفائها في الوقت الراهن، إنما هي تقنية في طور التجارب ويصفها بأنها “امتداد لعلوم طب الرعاية الحرجة”.

وأشار أرون دريك المستشار الطبي بمؤسسة ألكور مؤخرا في مقابلة صحافية مع مجلة “ماذر بورد” ومقرها في مدينة مونتريال الكندية، إلى أن التجميد العميق يمكن أن يصبح “تجربة علمية دائمة التطور”.

لكنهما أعربا عن “أملهما وتوقعاتهما” بأن تستطيع الطفلة ماثرين وزملاؤها “المرضى” استئناف حياتهم يوما ما، وأشارا إلى وجود “حقائق” تبرر “تقنية التجميد العميق بعد الوفاة”، من بينها أن “الحياة يمكن أن تتوقف ثم تستأنف مرة أخرى إذا ما تم الحفاظ على التركيبة الرئيسية للجسم”.

وفي ديسمبر عام 2017، أنجبت امرأة أميركية تبلغ من العمر 26 عاما مولودة في صحة جيدة بعد أن ظلت هذه المولودة 24 عاما على هيئة جنين مجمد.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى