أٍردوغان يضع شرطا لسحب مرتزقته من ليبيا
تعنتت تركيا عدة مرات بشأن سحب المرتزقة، اتجهت لفرض شرط معين تحتال به على المجموعة الدولية، حيث إنه بعد اجتماعات عديدة للجنة الليبية العسكرية المشتركة “5+5″، لإخراج المرتزقة قبل أول انتخابات رئاسية، اشترطت أنقرة بطلب اللجنة العسكرية شريطة أن يكون الانسحاب متزامنا من قبل جميع الأطراف.
بعد مساعٍ عديدة لإقناع تركيا بالخروج من ليبيا، التي فتَّتَتْها الخلافات والصراعات والحرب الأهلية والميليشيات، حيث تنشر أنقرة العديد من المرتزقة الذين يعيثون في الأرض فسادا، رغم وعودها الكاذبة الكثيرة بإخراجهم من ليبيا.
وقد ناقش الاجتماع اليوم خطة عمل اللجنة العسكرية المعلنة في 8 أكتوبر الماضي بجنيف، والمتعلقة بإخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل السلام والاستقرار والأمن بليبيا.
ومن المقرر أن تغادر اللجنة العسكرية الليبية المشتركة إلى روسيا للعمل على استكمال ما اتفق عليه بخصوص إجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة وتنفيذ خطة الجدول الزمني لخروجهم، عقب التنسيق بخصوص مرتزقة دول الجوار (تشاد والنيجر والسودان) التي اتفق مع دولها على تأمين عودتهم، بحسب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي اللواء خالد المحجوب.
فيما قال عضو اللجنة العسكرية الليبية (5+5)، الفريق فرج الصوصاع، إن تركيا رحبت بضرورة سحب المرتزقة من ليبيا بشرط أن يكون الانسحاب من الطرفين “متوازيا ومتزامنا”.
وأضاف الصوصاع أن اللجنة طلبت خلال زيارة لأنقرة من الجانب التركي “ضرورة سحب المرتزقة من الطرفين وفقا للخطة الموضوعة التي تقضي بسحب جميع المرتزقة وكذلك القوات الأجنبية تحقيقا لمبدأ السيادة الوطنية”.
وتابع أن اللجنة ستتوجه إلى موسكو لنفس الطلب وفقا لقرارات مجلس الأمن الداعمة لقراراتها على أن يكون الانسحاب المتزامن تحت إشراف المراقبين الدوليين والمحليين.
وبحثت اللجنة العسكرية المشتركة مع المسؤولين الأتراك والروس، وضع جدول زمني لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
ومن ناحيته، أكد المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل، أن تلك الوعود التركية تكررت عدة مرات ولم تتخذ سلطات أنقرة أي خطوات حقيقية، وإنما تخاذلت فيها، وحاولت تحريك المياه الراكدة بنقل صوري لأعداد قليلة.
وأضاف عقيل أن ذلك الشرط الذي فرضته تركيا صعب التنفيذ، لصعوبة إخراج تلك القوات من ليبيا، حيث تتسارع كل منهم للحصول على نصيبها بالبلاد واستنفاد مواردها وحماية مصالحهم بالبلاد.
ويرى أن اللجنة العسكرية لم تحقق أي تفاهم حقيقي، حتى مسألة فتح الطريق جرى بها العديد من المباحثات للوصول إلى اتفاق، والذي يخضع لسيطرة الميليشيات.
واستبعد تخلص ليبيا من الاستعمار التركي الذي تغلغل بالبلاد، حتى أصبح كالسرطان المسيطر على ليبيا، حتى تفشى بالسلطة وأصبح متفشيا بها، سواء على مستوى المسؤولين أو المرتزقة الذين ينتشرون بأعداد كبيرة فيها.
وتابع عقيل أن تركيا متمسكة بموقفها لأن أوروبا وأميركا أعطوها ذلك الحق بعدم تنفيذ قرارات حاسمة وتصدٍّ رادع لأنقرة، وتم تسليم رقبة الليبيين لتركيا، حيث احتالت عبر كلمة “الخروج المتوازي والمتوازن” للعبث بالأوضاع الداخلية.
وأشار إلى أن مؤتمر “برلين 2” حول أزمة المرتزقة إلى روسيا وتركيا، مجددا، حيث لم يتخذ خطوات فعلية حاسمة لإنهاء أزمة الجنود الأجانب، لذلك توجد مخاوف من عبثهم بليبيا مرة أخرى كما يحدث حاليا في سوريا لتحقيق مكاسب كبيرة من خلال المرتزقة بليبيا والدول الأخرى.