أين سقط الأفغان ضحايا الطائرة الأمريكية؟
في مكان ما في هذا العالم، وقف طفل فوق سطح منزله ذات يوم يشاهد طائرة تحلق في السماء، ونسج خياله قصة عن سقوط ركابها بجانبه.
هذه القصة ربما نسجها خيال طفل يوما ما، لكنها وجدت طريقها إلى الواقع في أفغانستان، لتجعل الحقيقة أثقل وطأة من الخيال، وتقدم دليلا جديدا على أن العالم لا يزال يحمل كثيرا من الألم والقصص الغريبة.
القصة بدأت في مطار كابول، يوم الإثنين الماضي، أي بعد يوم من سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية، حين فر آلاف الأشخاص إلى مطار كابول إثر انتشار شائعات عن نقل الأفغان جوا إلى الولايات المتحدة بدون تأشيرة.
واستقل مئات الأشخاص بالفعل طائرات عسكرية بينما لم يعثر آلاف آخرين على مكان، وعلق البعض بطائرة عسكرية الأمريكية قبيل إقلاعها قبل أن تحدث الكارثة ويسقط عدد منهم منها من الجو، في مشاهد وثقها مقطع فيديو تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.
القصة الغريبة والصادمة لم تنته عند هذا الحد، إذ يمتد فصلها الآخر إلى منزل مكون من طابقين في المنطقة 11 من حي خير خان شمال غرب كابول. وهو عقار مملوك لحارس أمن أفغاني يدعى والي سالك، ويقع على بعد 8 كيلومترات من المطار.
سالك فوجئ يوم الإثنين الماضي بسقوط شخصين تعلقا بالطائرة العسكرية الأمريكية على سطح منزله، في حادث ارتطام يشبه صوته تفجير قنبلة.
وقال سالك في تصريحات صحفية: “بدا الأمر وكأنه انفجار قنبلة”.
وعلى إثر الارتطام، سقط التراب من سقف المنزل على رأس سالك وعائلته، وخرج الجيران من منازلهم، وصعد حارس الأمن إلى سطح منزله ليرى ما حدث.
وقال سالك في هذا الإطار: “عندما صعدت لسطح المنزل، وجدت شيئا مروعا: تتناثر الدماء على السطح وجثتين متضررتين بشدة”، مضيفا “انفتحت بطونهم ورؤوسهم.. لقد خرجت أدمغتهم”.
وسأل الرجل نفسه: “من أين جاءت هذه الجثث؟ لكن جيرانه قالوا له إنهم شاهدوا رجلين يتشبثان بعجلة طائرة في الهواء، قبل أن يسقطا.
الشاب الأفغاني قال أيضا “زوجتي تبعتني إلى السطح لكنها أغمى عليها بعد أن رأت الجثث”، متابعا “أخذتها إلى غرفة النوم، ثم جمعت 10 إلى 12 من الجيران، وقمنا بلف الجثث بقطع قماش، وذهبنا بها إلى مسجد الأمير حمزة بكابول في تمام الـ1 ظهرا”.
وتعرف سالك على أحد القتيلين، وهو شفيع الله حوتاك ويبلغ من العمر 27 عاما، بعد أن وجد شهادة ميلاده في جيب معطف كان الراحل يرتديه فوق قميص.
وقال سالك أن الرجل الآخر بالكاد يبلغ من العمر 20 عاما، لكنه لم يجد أي علامات تكشف هويته.
وتابع “لكن المسجد تعرف على هوية القتيل الثاني، ويدعى محمد فيدا، وينحدر من بلدة بغمان القريبة من كابول.
وفيدا محمد هو طبيب أسنان أفغاني يبلغ من العمر 22 عاما، وأقر والده في تصريحات لوسائل إعلام أفغانية، بمقتله إثر سقوطه من الطائرة الأمريكية.