سياسة

أوروبا وإرهاب الإخوان


تخطو أوروبا نتيجة ما استجد من تحريض تيارات الإسلام السياسي خطوات متسارعة في سبيل وأد الحركات العنفية الإسلاموية من إخوان مسلمين وقاعدة ودواعش في مهدها، بعدما تنبهت بعض دولها قبيل ذلك، لخطورة الخلايا النائمة لحزب الله، لما يمكن أن يمثله أتباع الفكر المتطرف من خطر على الدول والمجتمعات الأوروبية التي عاشت منذ ما بعد الحربين العالميتين فترات استقرار وازدهار حتى في الظروف المعقدة للحرب الباردة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

وفي هذا السياق، يمكن لنا أن نشير إلى تزايد نسبة الخطر مع التلاعب الواضح بمشاعر المسلمين من قبل جماعات الإسلام السياسي التي ينسجم خطابها اليوم مع خطاب أردوغان بحسب خارطة الاستفزازات التركية المتنقلة لدول شرق المتوسط حيناً، وللدول العربية وصولاً إلى أوروبا أحياناً أخرى، لما يمثله ارتباط المتطرفين حول العالم بقيادة مركزية في أنقرة من مخاطر مردها نزاعات على الأرض والثروات الطبيعية وغيرها، قائمة بين تركيا من جهة، ومعظم الجوار الغربي والأوروبي أيضاً، حتى بات التهديد يشمل أبعد نقطة في القارة الأوروبية بحكم انتشار الجاليات التركية والمسلمة فيها.

وإن مقولة “أن تأتي متأخراً، أفضل من ألا تصل أبدا” هي الأجدى في توصيف مداهمة الشرطة النمساوية مؤخرا، أكثر من ستين موقعا على ارتباط بجماعة الإخوان وحركة حماس في أربع مناطق مختلفة من النمسا، على ما أعلنت النيابة العامة، واستهداف أكثر من سبعين مشتبها بهم وعددا من الجمعيات التي يشتبه بأنها تابعة لتنظيمي الإخوان وحماس الإرهابيين وتدعمهما في إطار تحقيقات واسعة بشأن الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية للدولة، وتشكيل تنظيم إجرامي وغسيل الأموال.

وهنا نعود إلى التذكير بأهمية سياسات الاعتدال والوسطية التي ترسّخها الإمارات عربياً وعالمياً في مواجهة أفكار التطرف والإرهاب والتكفير، كما لا نغفل أهمية الدور المصيري لهيئات الإرشاد وقيادات الإسلام العقلاني المنفتح، وإنّ تمسّك الإمام الأكبر إمام الأزهر بوثيقة الأخوة الإنسانية لهو دليل واضح على صواب سياساتنا في مواجهة الإرهاب أيا كان انتماؤه وموقعه الجغرافي وعقيدته الدينية، وهذا ما أكدت عليه هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في إعلانها أنّ جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.

موقفٌ أوروبي، يقابله موقف عربي أزهري، وآخر سعودي مكي، وفي محورهما تقف إمارات السلام شامخة، مؤكدة ثوابتها مراراً وتكراراً، “التسامح والحوار قيمنا والسلام رسالتنا”، ومعركتنا مستمرة ضد فكر التطرف أيا كان مصدره.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى