متابعات إخبارية

أنصار الله في ميزان النفوذ.. كيف انتقل الحوثيون إلى الساحة الإقليمية؟


نشرت صحيفة “ديلي صباح” التركية مقالا تحليليا للكاتب أورال توغا بعنوان “الحوثيون.. من التمرد إلى قوة إقليمية”، سلّط فيه الضوء على التحولات الجذرية التي شهدتها جماعة أنصار الله (الحوثيون) خلال العقود الثلاثة الماضية، لتتحوّل من حركة احتجاج محلية إلى فاعل مؤثر في معادلات الأمن الإقليمي والدولي.

ووفق الكاتب، فإن الجماعة بدأت كتيار ثقافي شبابي للأقلية الزيدية الشيعية في شمال اليمن، في تسعينيات القرن الماضي، تحت مسمى “الشباب المؤمن”، قبل أن تتطور إلى تنظيم مسلح خاض تمردًا ضد الدولة اليمنية ابتداء من عام 2004. إلا أن منعطفها الحاسم جاء في عام 2014 عندما تمكنت من السيطرة على العاصمة صنعاء، لتفرض نفسها كقوة أمر واقع.

يرى توغا أن الحوثيين يمثلون مزيجًا من الديناميكيات المحلية والدعم الخارجي، موضحًا أن إيران لعبت دورًا مهمًا في دعم الحركة، لكن دون أن تكون صاحبة القرار النهائي في توجهاتها. وأشار إلى أن الحوثيين، بعقيدتهم الزيدية، يختلفون عن الشيعة الإثني عشرية في إيران، ولا يؤمنون بمبدأ “الولي الفقيه”، مما يمنحهم استقلالية سياسية نسبية.

ويؤكد الكاتب أن الجماعة اكتسبت مع مرور الوقت سمات “شبه دولة”، بعدما بسطت سيطرتها على المؤسسات الإدارية والأمنية في مناطقها، وأعادت تشكيل وظائف الدولة، كالتعليم، والجباية، والأمن، والقضاء.

ويبرز المقال نقطة تحول مفصلية تمثلت في الهجمات التي شنّها الحوثيون على أهداف إسرائيلية وأمريكية بعد عام 2023، خاصة في أعقاب حرب غزة. واعتبر الكاتب أن تلك العمليات تمثل محاولة لتوسيع الدور الإقليمي للحركة، وتقديم نفسها كطرف عربي قادر على الردّ العسكري الفعّال.

في المقابل، يرى الكاتب أن استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر كان ذا بعد استراتيجي مباشر، نظرًا لدور واشنطن في دعم التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن، وهو ما جعلها في نظر الحوثيين طرفًا أصيلاً في الحرب.

ويختم المقال بالتأكيد على أن الحوثيين تجاوزوا حدود السياسة اليمنية المحلية، وأصبحوا جزءًا من معادلات الأمن الإقليمي، معتمدين على أدوات الحرب غير المتكافئة للضغط السياسي والاقتصادي، في مشهد يعيد رسم خريطة التوازنات من شرق المتوسط إلى البحر الأحمر.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى