«أميرات الدولار».. الألقاب الملكية تتحول إلى مشاريع تجارية ناجحة
أثرياء جدد فاحشو الثراء، لكنهم لم يكونوا ملكيين ولا نبلاء، وكان ذلك كل ما يحتاجون إليه لاستكمال الصورة ودخول عالم الأرستقراطيين.
لكن هل يشتري المال الألقاب النبيلة خصوصا حين يتعلق الأمر بالسنوات التي تلت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك حيث يمنع الدستور الحكومة منح ألقاب نبيلة لمواطنيها مهما كانت صفتهم أو إنجازاتهم؟
حدث ذلك فيما عُرف بالعصر الذهبي بأمريكا، الحقبة التي تلت الحرب وشهدت ظهور بارونات الحديد والصلب والسكر، وكان هؤلاء الأثرياء الجدد يمتلكون من المال ما لا يستطيعون عده، وكان ثراؤهم الفاحش مضرب الأمثال بالداخل والخارج.
كانوا يملكون كل شيء ما عدا الألقاب الملكية، ولتحقيق ذلك الحلم الصعب، اتجهت أنظارهم إلى بناتهم ليقلبوا معادلة الزواج حول العالم، إذ كانوا يدفعون مهورا خيالية من أجل تزويجهن بالعائلات الأرستقراطية البريطانية.
«أميرات الدولار»
لقب أطلقته كتابات تاريخية تطرقت للظاهرة، وتحدثت عن كيفية دخول الألقاب النبيلة لعالم «البيزنس»، ففي الظاهر يبدو وكأن الأب هو من يدفع مهر تزويج ابنته، لكن في الباطن، كان الجميع يدرك أنها عملية بيع وشراء لا غبار عليها.
وبحسب تفاصيل بأكثر من مصدر، فإن ما كان يقوم به هؤلاء الأثرياء يشكل انتهاكا لمقتضيات الدستور الأمريكي، ولذلك، واجهوا بالبداية صعوبات جمة، وهم الوافدون للتو على المجتمعات الراقية ويحاولون بشتى الطرق اتباع البروتوكول المعمول به ومحاولة النأي بالنفس عن أي تجاوزات.
لكن في الكواليس، كانت الصورة مختلفة تماما، فعندما تكون فاحش الثراء، لدرجة تجعل مرحاضك مطليا بالذهب الخالص، فإن لا شيء قادر على منعك من استكمال الصورة.
استثمر هؤلاء التحولات الحاصلة في كل من أمريكا وبريطانيا، ففي حين كان البلد الأول يعج بالأثرياء الجدد ممن باتوا أسياد المجتمع وواجهته، كان الكثير من أفراد الأرستقراطية البريطانية يواجهون تناقصا رهيبا في ثرواتهم.
والأرستقراطية في بريطانيا -كما في كل دول العالم- تشكل المعيار الذهبي للثروة والمقام والرفعة المتوارثة ونخبة النخبة في المجتمع ومصدر النفوذ.
ولذلك، بدت المقايضة مغرية لحد كبير، فلم يمانع هؤلاء الأرستقراطيون في الحصول على أموال هائلة وزوجة جميلة مقابل منحها لقبا نبيلا.
ومن جانبهم، كان الآباء الأثرياء بالجانب الآخر من المحيط الأطلسي مستعدين لدفع مهور في شكل أموال طائلة فقط، من أجل أن تتزوج بناتهم يأبناء العائلات الأرستقراطية.
-
أمريكا تنفي هجوما حوثيا «مزعوما» على سفينة أمريكية
-
أمريكا تحذر من التداعيات البيئية لتهريب النفط الإيراني عبر ماليزيا
وبذلك، تمت عملية التبادل: حصل أثرياء أمريكا على ألقاب نبيلة، وحصل أثرياء بريطانيا على ثروات ضخمة، لتكتمل بذلك حكاية «أميرات الدولار» ممن باعهن آباؤهن مقابل دخول عالم الأرستقراطيين من بابه الواسع.