سياسة

ألمانيا تتخذ إجراءات لتقييد نشاطات أذرع حزب الله على أراضيها


 تواصل برلين ملاحقة خلايا وجماعات مرتبطة بجماعة حزب الله اللبناني على الأراضي الألمانية في أحدث عملية أمنية تأتي بعد أقل من 6 أشهر من عملية القبض على عنصرين يشتبه في أنهما عضوان في الجماعة الشيعية المحظورة في الاتحاد الأوروبي والمصنفة على قوائمه للتنظيمات الإرهابية.

ونفّذت الشرطة الألمانية في سبع مناطق من البلاد عمليات تفتيش واسعة استهدفت جمعية إسلامية يشتبه في ارتباطها بحزب الله اللبناني. وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الخميس.

وتسعى السلطات الألمانية لتطويق أذرع محتملة لحزب الله على أراضيها في عمليات استباقية ووسط مخاوف من أي نشاطات معادية لرعايا إسرائيل أو مصالحها.   

وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر “في الوقت الذي يشعر فيه العديد من اليهود بالتهديد. لن تتسامح ألمانيا مع الدعاية الإسلامية أو التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل”. مشيرة إلى أن عمليات التفتيش استهدفت “المركز الإسلامي في هامبورغ” .وخمس مجموعات تابعة له.

وتأتي هذه العملية بينما تلاحق دول غربية على رأسها الولايات المتحدة أنشطة حزب الله في الخارج. إلا أن العملية الأمنية الألمانية تأتي في ظروف استثنائية على خلفية الحرب في غزة والقصف المتبادل بين إسرائيل والجماعة اللبنانية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

وتتوجس ألمانيا من أن تنفذ الجماعات أو الخلايا النائمة المرتبطة بالحزب والتي ينشط بعضها تحت غطاء إنساني وخيري. عمليات ضد اليهود في الأراضي الألمانية أو التحريض على استهداف المراكز والهيئات الإسرائيلية على أراضيها.

وفي العام 2020 قامت ألمانيا بحظر كل أنشطة حزب الله وصنفته “منظمة إرهابية” .واعتقلت عددا من عناصره، فيما كان المنع يقتصر على نشاطات الجناح العسكري للحزب. كما حظرت ثلاث جمعيات يُشتبه في أنها جمعت تبرعات لمؤسسة تابعة له.

وكشفت تحقيقات أجرتها السلطات الألمانية في صيف العام 2020 عن تخزين حزب الله لنترانت الأمونيوم في مستودعات بألمانيا. وذكرت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية)حينها أنه في “إطار تحقيقات بشأن حزب الله تم الكشف عن تخزين لما يسمى بـ”الحزم الباردة”. التي تحتوي من بين أمور أخرى على نترات الأمونيوم”.

وسبق لسلطات الأمن الألمانية أن صنفت أكثر من ألف شخص .كأصحاب ميول متطرفة محسوبين على حزب الله في ألمانيا.

لكن الحكومة الألمانية تعتبر أن الحظر المفروض على أنشطة الحزب في ألمانيا لم يؤد إلى منعها بصفة نهائية. مشيرة إلى أن أنصاره يواصلون التماسك التنظيمي والأيديولوجي. فيما شككت أحزاب ألمانية في نجاعة الإجراءات المتخذة ضد الجماعة الشيعية.

واعتبرت أن التعاطف مع حزب الله تراجع إلى حد ما منذ قرار حظر أنشطته. إلا أن السلطات الأمنية لم تلاحظ أي هجرة لمتعاطفين معه من ألمانيا أو انسحاب ناشطين من بعض الجمعيات.

ويشتد الخناق على حزب الله في الخارج بعد تصنيفه منظمة إرهابية في العديد من الدول ومنع كافة أنشطته وملاحقة مموّليه.

وكانت الولايات المتحدة التي تدرج حزب الله على قائمتها للمنظمات الإرهابية .قد فرضت عقوبات على شخصيات تابعة له. كما قامت دول في أميركا اللاتينية على غرار هندوراس .وغواتيمالا بتصنيفه منظمة إرهابية. فيما ضيّقت السلطات البرازيلية .والأرجنتينية الخناق على أنشطته وسعت إلى تجفيف منابع تمويله.

بدورها أعلنت بريطانيا في عام 2020 حظر حزب الله .بجناحيه السياسي والعسكري وصنفته ضمن التنظيمات الإرهابية.

ويضم حزب الله عشرات آلاف المقاتلين ويمتلك ترسانة أسلحة متطورة. وصواريخ تزوده بها إيران ويبرر الموالون له ذلك بدعوى مواجهة إسرائيل. لكن أغلب اللبنانيين يعتبرونه سلاحا غير شرعي ويطالبون بحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط.

وتنامت المخاوف في دول غربية من أن تمتد تداعيات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بعد أعنف هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي .معظمهم من الجنود والمستوطنين وأسر نحو 240 آخرين بينهم عسكريون.

وتخشى أجهزة أمن غربية من تنفذ جماعات إسلامية .متشددة متعاطفة مع حماس هجمات في الخارج، لكن لم تشر بوضوح لحجم تهديدات محتملة وتتحسب لأي طارئ.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى