أكراد سوريا يتهمون تركيا بمواصلة خرق الهدنة واستهداف المدنيين
قام أكراد سوريا بتوجيه الاتهام إلى القوات التركية والفصائل الموالية لها بمواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار، واستهداف المدنيين، وكذا إدخال قوات عسكرية إلى مدينة رأس العين.
ومن جهتها، فقد قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي تمثل الأكراد، الأحد، بأنه خلال ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار المؤقت بين قوات سوريا الديمقراطية والجانب التركي بوساطة أمريكية، لم تتوقف آلة القتل التركية ومرتزقتها عن شن الهجمات العسكرية على قواتنا.
وفي بيان لها، أضافت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بأن 25 من مقاتليها قد استشهدوا وأصيب 17 بجراح، وذلك بالتزامن مع ارتكاب القوات التركية لأفظع الانتهاكات بحق المدنيين في مدينة سري كانييه رأس العين.
في حين قد أوضح البيان أن 17 شهيداً من الأكراد سقطوا نتيجة القصف التركي الهمجي على المدينة خلال فترة إيقاف إطلاق النار فقط، حيث تم الكشف أيضاً عن عشرات الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
وكشفت أيضا الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن ورود حالات من داخل مدينة رأس العين ممن أصيبوا بحروق خطيرة بسبب استعمال أسلحة محرمة دولياً كالفوسفور الأبيض. وتابع أيضا البيان: كما يستمر الاحتلال التركي بإدخال قواتٍ عسكرية إلى المدينة في خرقٍ واضح لبنود الاتفاق على وقف إطلاق النار المؤقت.
وقد وجهت أيضا الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الاتهام لقوات الجيش التركي ومرتزقته بارتكاب جرائم تصفية للمدنيين، إلى جانب الخطف والابتزاز ونهب الممتلكات.
وقد اعتبر أيضا البيان ذلك بمثابة تكرارٍ واضح لمشهد ما حصل في عفرين وكافة الانتهاكات والجرائم التي لا تزال ترتكب هناك حتى يومنا هذا في تغاضٍ واضح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مسؤولة عن متابعة عملية وقف إطلاق النار، كونها القوة الضامنة بين الطرفين.
وكانت تركيا قد بسطت نفوذها، منذ 2017، على جزء من الحدود السورية، التركية، بين جرابلس شرقا وأعزاز غربا ومدينة الباب جنوبا، وامتدت الأطماع التركية نحو عفرين بشن عملية عسكرية في 19 يناير 2018، وعرفت باسم غصن الزيتون وقد انتهت باحتلال عفرين منتصف مارس 2018 وتهجير أكثر من 130 ألف سوري، وتسكين نازحين من الغوطة الشرقية ودوما وحماة وحمص بدلا منهم في عفرين.
وذكر أيضا أكراد سوريا: إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كشعب وكإدارة، نتابع باستغراب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تؤكد بأن عملية وقف إطلاق النار المؤقت تسير بنجاح وبالتزام من قبل الجانب التركي به، في حين نحن نؤكد أن تركيا ومرتزقتها لم تلتزم مطلقاً بهذا الاتفاق وانتهكته مراراً وتكراراً.
أما بخصوص تصريح ترامب الأخير بأنه تم إسكان الأكراد في مناطق جديدة، فقد انتقدت الإدارة الذاتية ذلك معتبرة أن ذلك يفتح المجال أمام التطهير العرقي الذي يهدف الأتراك له، لأن المدنيين الذين نزحوا من بيوتهم من مدينتي سري كانيه رأس العين وكري سبي تل أبيض وقراها يجب أن يعودوا وبضمانات دولية وأن تكون هذه المنطقة تحت حماية دولية.
وقد حذرت أيضا من تنفيذ تركيا إبادة بحق الأكراد، وطالبت واشنطن بأن تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه هذا الأمر. وقد دعا بيان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المجتمع الدولي للضغط على الجانب التركي بضرورة سحب قواته من المناطق التي احتلها.
وطالبت أيضا المجتمع الدولي لإرسال قوات دولية لحماية المدنيين من كافة أشكال الانتهاكات، حيث أكدت بأن الدولة التي تستخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد شعبنا لا يمكن أن تكون مشرفة على هذه المنطقة. وطالبت أيضا بلجنة فورية للتحقيق باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وللتحقيق في جرائم التصفية والإعدامات الميدانية بحق المدنيين.
في حين قد أعلنت واشنطن وأنقرة، يوم الخميس، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرق سوريا يمتد لـ120 ساعة، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به تركيا.
وكانت القوات التركية، قد بدأت بشن هجوم عسكري يوم الأربعاء 9 أكتوبر على شمال سوريا، وذلك وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، والذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقد قوبل هذا الهجوم بإدانات إقليمية ودولية، وأوقفت أيضا عدة دول أوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، جراء الهجوم الذي تسبب في فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
وقد أدى أيضا التدخل العسكري التركي في الشمال السوري، الأسبوع الماضي، إلى هروب 785 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي من الأجانب المعتقلين في مخيم عين عيسى.