سياسة

أعضاء في إدارة ترامب يسعون إلى مخرج آمن بعد سبعة أشهر من الضغوط


خلال حملته الانتخابية عام 2016، وعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ”تجفيف المستنقع” في واشنطن من خلال فرض قواعد أخلاقية صارمة للحد من نفوذ جماعات الضغط، ومع ذلك، سرعان ما تبددت هذه الوعود، حيث أظهرت إدارته الأولى تساهلاً مع انتقال المسؤولين إلى أدوار الضغط السياسي.

وفي ولايته الثانية، التي بدأت في يناير/ كانون الثاني، يتجه عدد من كبار مساعدي البيت الأبيض بالفعل إلى المَخرج، ومن خلال الباب الدوار بين الحكومة الفيدرالية وشارع كيه، حيث يصطفون للحصول على فرص مريحة لممارسة الضغط، وفق تقرير لصحيفة “بوليتيكو”.

وتظهر هذه المغادرات، كما تضيف “بوليتيكو” كيف “تخلى ترامب عن أي تظاهر بتنظيف الطرق القديمة في واشنطن”، كما أنها “توضح الطرق التي تواصل بها إدارته دفع حدود المعايير الأخلاقية والحواجز المصممة لمنع المسؤولين الحكوميين من الاستفادة من وقتهم في الخدمة العامة”.

وتتابع “بوليتيكو” أنّ هذه المغادرات “تعكس اليأس الذي يشعر به أولئك خارج الإدارة في سعيهم للحصول على المساعدة في إدارة الرئاسة، حيث يمكن للسياسات ذات الآثار المالية الضخمة على الشركات والمنظمات غير الربحية والجامعات وغيرها أن تتغير في لحظة”.

وقال إيفان أدلر، الذي يدير شركة متخصصة في البحث التنفيذي في واشنطن، ويُطلق على نفسه لقب “صائد جماعات الضغط”: “الطلب على هؤلاء الأشخاص مرتفع للغاية، لدرجة أن الشركات والأفراد يبحثون عن شخص يُرشدهم في هذه الإدارة، لمجرد اختلافها الكبير”. وأضاف: “لا يوجد الكثير من الأشخاص، والبعض يستغل ذلك”.

الباب الدوار
في ولايته الثانية، ألغى ترامب قيود سلفه، جو بايدن/ الأخلاقية في يومه الأول دون إصدار قواعد جديدة، مما فتح الباب أمام المسؤولين للانتقال إلى الضغط السياسي دون قيود كبيرة. 

أخبار ذات علاقة

من الحظر إلى الإطلاق.. البيت الأبيض ينضم لمنصة “تيك توك” (فيديو)

لكن هذا “الباب الدوار” بين الحكومة والضغط السياسي يثير مخاوف أخلاقية، حيث يستفيد المسؤولون من خبراتهم الحكومية لتحقيق مكاسب شخصية. 

ويرى خبراء الأخلاقيات أن هذه التحركات تتعارض مع وعود ترامب بتقليص نفوذ المصالح الخاصة، مما يعزز الانطباع بأن الإدارة تتسامح مع استغلال المناصب العامة.

 ومع ذلك، يبدو أن هذا الاتجاه سيستمر، نظراً للطلب الكبير على خبرات هؤلاء المسؤولين في ظل إدارة تتسم بسياساتها السريعة والمتغيرة.

بعد سبعة أشهر من ولاية ترامب الثانية، تُظهر مغادرة كبار المسؤولين إلى أدوار الضغط السياسي تراجعاً واضحاً عن وعود “تجفيف المستنقع”. 

وترى “بوليتيكو” أن التأييد العلني لهذه التحركات من قبل مسؤولي البيت الأبيض، إلى جانب غياب قواعد أخلاقية صارمة، يعزز من قدرة المسؤولين على استغلال خبراتهم الحكومية.

 وتخلُص إلى أن “هذه الديناميكية تُبرز التحدي المستمر في تحقيق التوازن بين الخدمة العامة ومصالح القطاع الخاص، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الإدارة بمعايير الشفافية والأخلاق”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى