خلال الفترة الأخيرة، تصاعدت محاولات الأقليات في إيران، المتمثلة في الأكراد والعرب والبلوش (30% على الأقل من إجمالي السكان) لانتزاع حقوقهم المهدرة منذ عقود في ظل الضغط الدولي ضد طهران، لتخلق نقطة ضغط جديدة على النظام الإيراني الذي يستجيب بالقتل. وتشهد الأراضي المحروقة بقذائف المدافع على الحدود الشمالية الغربية لإيران على دلائل جهود طهران لقمع الأكراد، وهي أقلية واحدة باتت تناضل حاليا بقوة أكبر للحصول على حقوقها. ويواجه النظام الإيراني احتجاجات مناهضة للحكومة بسبب القمع والأزمة الاقتصادية التي تجددت بإعادة فرض الولايات المتحدة العقوبات المتعلقة بالنووي بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، من جهة، ومن جهة أخرى، تسعى مجموعات الأقلية للنفوذ، بعضهم بالتمرد المسلح وآخرون عبر حملات معارضة متجذرة، بالقتل المباشر ما يشكل ضغطا جديدا على طهران. في 8 سبتمبر الماضي، أعدمت السلطات الإيرانية 3 أكراد بعد إدانتهم بالتمرد المسلح، في آخر حلقة من إعدام عشرات الأكراد المتهمين بصلاتهم مع جماعات المعارضة، وبعدها بساعات أطلق النظام الإيراني 7 صواريخ باليستية على قواعد كردية في كردستان العراق، لتضرب غرفة كان يجتمع فيها قيادات الأكراد، حسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال. وخلف الهجوم الإيراني 16 قتيلا، وصورته طهران أنه إشارة إلى استعدادها لعقاب المتمردين حتى إذا كانوا خارج حدودها، بل حذرت من المزيد من القصف لكردستان إذا لم يتم اتخاذ إجراءات للتوقف عن التمرد. وداخل إيران، يستمر الاضطراب بنضال عرب الأحواز للحصول على حقوقهم المهدرة في منطقة خوزستان، وفي شرق البلاد يكافح البلوش ضد النظام الإيراني، سعيا إلى المزيد من الحكم الذاتي أو الاستقلال عن إيران، لترد طهران باستهداف مراكزهم العسكرية على الحدود مع باكستان.