سياسة

أزمات الإخوان الاقتصادية.. كيف تؤثر على الجماعة في أوروبا؟


تعيش القارة الأوروبية أزمات اقتصادية كثيرة متعلقة بعجز الحكومات عن الوفاء بوعود لها تجاه المواطنين. بينما تعج القارة بعدد كبير من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين من مصر، وقام عدد منهم بالاستثمار في تلك الدول.

في نفس الوقت تمتلك الجماعة الإرهابية مؤسسات اقتصادية ومالية كبرى، وخاصة في دول تعاني اقتصادياً مثل ألمانيا وإنجلترا.

بريطانيا وإجراءات حاسمة

إجراءات الحكومة البريطانية مؤخراً التي تعتبر الحاضنة الكبرى لجماعة الإخوان داخل أوروبا، فيما يتعلق بمراجعة أنشطة وأفكار التنظيم، المصنف على قوائم الإرهاب بعدة دول عربية، رغم التحذيرات الأمنية والاستخباراتية المتصاعدة مؤخراً من مخاطر إرهابية محتملة لنشاط التنظيم داخل القارة الأوروبية باتت جدية.

ولكن مع ذلك فالمصالح قد تتحكم فيما يخص الإجراءات وفق ما تريده بريطانيا خاصة أن الجماعة لها قوى استثمارية كبرى في دولة تعاني اقتصادياً.

ملاذ آمن واستثمار بأموال الجماعة

وبحسب دراسة حديثة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، لا تزال لندن وأنقرة تمثلان ملاذاً آمناً لعناصر تنظيم الإخوان الهاربين من مصر منذ عام 2013، وتُعدّ الدولتان المعقل الأكبر للتنظيم داخل أوروبا.

ومع ذلك فالاستثمارات اقتصادياً للجماعة باتت تعتمد على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية، تعمل بطريقة لا مركزية، وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي موحد، وهي تنكر دائماً تبعيتها للتنظيم، وترفض الاعتراف بأي ملكية لها، إلا أن تواجد قيادات معروفة بإخوانيتها قد يشير بشكل ما إلى هذه العلاقة.

يعيش اقتصاد وشبكة الجماعة في أوروبا في أزمات متلاحقة، أولها الملاحقات والحصار الذي تفرضه بعض الدول الآن على الشعارات والمؤسسات الإخوانية، ومنها على سبيل المثال النمسا وألمانيا، كما يعيش أزمات تتعلق بالانقسام الحاصل بين القيادات.

أموال الجماعة تتحكم منذ عصر البنا

ويقول الباحث السياسي في شأن الجماعات الإرهابية، طارق البشبيشي، إن الجماعة لديها من الأموال الكثير  وهناك دول غنية مثل قطر تدعم الجماعة ماليًا وأيضًا هناك رجال أعمال وأغنياء في بعض الدول الخليجية يدعمون التنظيم الإخواني وأيضا هناك دول غربية مثل بريطانيا وألمانيا وأميركا تمكن للتنظيم الدولي اقتصاديا لتستمر عمالة الإخوان لهم.

وأضاف أن المال عند الإخوان منذ أيام حسن البنا يعتبر عصب فكرتهم وأهم أداة تضمن وجودهم؛ ولذلك أعتقد أن تنظيم الإخوان لا يعاني ماديا ويستخدم المال لشراء الولاءات سواء داخل التنظيم أو من خارجه.

بينما يرى الباحث السياسي في شأن الجماعات الإرهابية مصطفى حمزة أن أموال الجماعة في أوروبا هي من تتحكم في ظل أن الدول الأوروبية تعاني اقتصادياً، ومع ذلك أموال الجماعة متواجدة في السيطرة على مصادر التمويل والتبرعات الشهرية.

وأضاف أن الجماعة كانت تصرف للعائلات في تركيا وإنجلترا شهرية ولكن تم قطعها واستثمارها في الشركات الخاصة بالجماعة داخل أوروبا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى