أردوغان يمضي قدما للبقاء في السلطة
خالف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوقعات بأن تُنهي الانتخابات مشواره السياسي. وحشدَ مزيجا من الناخبين المتدينين ومن أنصار التيار القومي. الذين يمكنهم الآن على ما يبدو إبقاءه في السلطة لعقد ثالث.
ورغم أن أردوغان لم يظفر بالنصر بعد، إذ لا يزال يتعين عليه الفوز في جولة الإعادة في الـ28 من شهر مايو الجاري، على منافسه كمال كليتجدار أوغلو. زاد التأييد له بعد تقدمه بقوة في الجولة الأولى من الانتخابات. التي جرت في الـ14 من شهر مايو الجاري، ويتوقع المحللون فوزه بلا شك.
وعلى الصعيد العالمي، حوّل أردوغان وجهة تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”. بعيدا عن حلفائها الغربيين التقليديين وأقام علاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجعل من بلاده قوة إقليمية نافذة.
وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي.إن.إن ترك”، يوم أمس الخميس “سنواصل احتضان أمتنا، وهي طريقة تفكير نابعة من ثقافتنا. إذا فزنا في 28 مايو بإذن الله، سيفوز كل فرد من شعبنا البالغ عددهم 85 مليون نسمة”.
ويُنظر إلى التصويت على أنه الأكثر أهمية منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة قبل 100 عام، إذ استشعرت المعارضة. أفضل فرصة لها حتى الآن للإطاحة بأردوغان ومحو الكثير من التغييرات العميقة التي أحدثها في تركيا.
لكن الانتخابات أكدت بدلا من ذلك بقاءه في السلطة، وأظهرت خطأ حسابات خصومه الذين توقعوا أنه سيعاني جراء أزمة غلاء المعيشة والانتقادات لطريقة تعامل الدولة للزلازل. التي وقعت في شهر فبراير الماضي، وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص.
وعبر المنتقدون والناجون من الزلزال عن غضبهم من بطء استجابة الحكومة الأولية للزلزال. والتساهل في تطبيق قواعد البناء، وهي إخفاقات كانت تكلفتها خسائر في الأرواح.
لكن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان حل في المركز الأول في عشرة أقاليم من أصل 11 تعرضت للزلزال. وساعده في تأمين أغلبية برلمانية مع حلفائه في الانتخابات البرلمانية، التي جرت الـ14 من شهر مايو الماضي.
وتحتدم المنافسة في الحملة الانتخابية إذ يسعى أردوغان إلى حشد قاعدته من المحافظين ويصف خصومه بأنهم “مؤيدون لمجتمع الميم”.
وفي محاولة للاستفادة من النزعة القومية العميقة في تركيا، استغل أردوغان أيضا تأييد الأكراد لكليجدار أوغلو. واتهم منافسه بالانحياز إلى الإرهاب وبأن له علاقات بحزب العمال الكردستاني، وهي اتهامات وصفها كليتجدار أوغلو بأنها محض افتراء.
وقد لفت أردوغان الانتباه مرارًا إلى شريط فيديو تم التلاعب فيه لاتهام كليجدار أوغلو. بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني، الذي شن تمردا راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل.