أردوغان يعيد حساباته ويراجع مواقفه مع السعودية وحلفاء تقليديين في الغرب
أعلنت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية، إن الخلافات التي حصلت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والقيادة الروسية، مضافًا إليها فوز جو بايدن بالرئاسة الامريكية، أحبرت الرئيس رجب طيب أردوغان على مراجعة سياسته الخارجية، والارتداد لمصالحة حلفائه الغربيين التقليديين والسعودية.
وكشفت الوكالة عن ”أشخاص مطلعين على ما يجري “ أن ما استجد مؤخرًا، غيّر حسابات الرئيس التركي الذي أدى قبل عامين اليمين الدستورية بسلطة تنفيذية ”كاسحة“شرع بخطوات محورية عالية المخاطر، بعيدًا عن السعي لتوثيق العلاقات مع الغرب، وانحرفت تركيا أكثر نحو موسكو، مما أدى إلى نفور واستعداء زملائها الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي، لكن الأحداث الأخيرة غيّرت حسابات ”التفاضل والتكامل“.
وقد نشر تقرير بلومبيرغ لما استجد على علاقات أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تضارب في المصالح بين البلدين. فقد أصبح البلدان على طرفي نقيض في الحرب الليبية، قبل الاتفاق على هدنة، ولهما أهداف متضاربة في الصراع السوري، ثم دخلت تركيا في الفناء الخلفي لروسيا بالقوقاز، بدعمها لأذربيجان في الحرب التي استمرت 44 يومًا مع القوات الأرمينية، بشأن ناغورني قره باخ.
كما أشار إلى أنه في علاقة أردوغان مع الرئاسة الامريكية، غادر البيت الأبيض الرئيس دونالد ترامب، الذي كان يُغلّب علاقته الشخصية مع أردوغان، حتى أثناء تشاجرهما.
ومن شأن العقوبات التي تدرسها أوروبا أن تعرض تعافي الاقتصاد التركي من القيود الوبائية للخطر، بعد أسابيع فقط، من بدء فريق جديد من كبار المسؤولين محاولات للسيطرة على الليرة التركية المنهارة، كما جاء في التقرير.
سجّلت بلومبيرغ من استدارة أردوغان التصالحية، قوله يوم الأحد الماضي: ”ليس لدينا مشاكل مع أي دولة أو مؤسسة لا يمكن حلّها من خلال السياسة والحوار والمفاوضات“، وقد حث الاتحاد الأوروبي على المساعدة في التغلب على العقبات التي تعيق محاولة تركيا الانضمام إلى الكتلة، والالتزام بالاتفاقيات بشأن الجمارك والسفر بدون تأشيرة، وعبّر عن نفس الرغبة في العلاقات مع أمريكا.
ونقل مسؤولون أن تركيا، في محاولة لتجنب العقوبات الأمريكية، ستفصل أنظمة الدفاع الجوي أمريكية الصنع على صواريخ إس -400 روسية الصنع، التي اشترتها واختبرتها، كما أرسل أردوغان مبعوثه إلى بروكسل لتهدئة التوترات مع الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك -كما قال التقرير- فإن إصلاح العلاقات المتوترة أيضًا بسبب الدعم الغربي للمقاتلين الأكراد في سوريا، والتهم الأمريكية ضد بنك تركي كبير لخرق العقوبات، لن يكون مباشرًا.
ونقلت الوكالة عن ”ذوي الاطلاع“ أن أردوغان استخدم بشكل منفصل مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، للتعبير عن رغبته في ترميم العلاقات مع المملكة، التي اقتربت من الانهيار بسبب حملات التوجيه السياسي والإعلامي التركي لحادث مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وذكر التقرير، أن بايدن كان في ديسمبر الماضي سخر من أردوغان، ووصفه بأنه مستبد وتعهد بتعزيز معارضته الداخلية، في حين أثار التعاون العسكري لأنقرة مع روسيا قلق قوى الناتو التي يمكن توقعها لدفع صفقة صعبة، قبل احتضان تركيا بالكامل مرة أخرى. كما أثار تنقيب تركيا عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط غضب اليونان وقبرص، وتشاجر أردوغان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن تعليقات الأخير على الإسلام.
وفي شبكة العلاقات مع واشنطن وموسكو، كان دونالد ترامب، علّق شراكة تركيا في بناء طائرة مقاتلة من طراز F-35 بعد صفقة الصواريخ الروسية، لكن الكونجرس طالب بفرض عقوبات أشد.
وتنقل بلومبيرغ عن الأشخاص الذين ناقشوا تغيير موقف تركيا، أن أنقرة تعتقد أن ثقة بايدن الدائمة في المؤسسات متعددة الجنسيات والعلاقات عبر الأطلسي، ستساعدها في إصلاح الأضرار التي لحقت بشركاء الناتو وتحسين احتمالية إبرام صفقات أسلحة طال انتظارها. وقالوا، إن مشاركة تركيا في مناطق القتال بالشرق الأوسط، تعزز قدرة التحالف على احتواء روسيا التوسعية.
ونقلت بلومبيرغ عن مصادر تركية ذات صلة، أن أردوغان وقد اضطر لتعديل حساباته، ويشعر الآن أنه حان الوقت للتركيز على القضايا الثنائية.